بالفيديو | ليلى عبد اللطيف: أنا لست منجّمة
فاجأتنا وسائل الإعلام العالمية بخبر مصرع 100 شخص، وإصابة 150 آخرين بحادث مأساوي في حفل زفاف بالعراق..وتبع ذلك ظهور فيديو لها تتنبأ بالحادث الذي انضم إلى قائمة طويلة من التوقعات التي حدثت بالفعل، وهزت العالم، وأثارت الدهشة والاستغراب.
إنها اللبنانية ليلى عبد اللطيف، أو «سيدة التوقعات» كما يُطلق عليها، التي فجرت بتنبؤاتها جدلاً شديداً، وطاردتها سهام الانتقادات؛ بسبب صدق 85% من توقعاتها، وفق ما تقول في الحوار معها.
هذه السيدة توقعت العديد من الأمور، أهمها أحداث 11 سبتمبر/ أيلول قبل شهر من حدوثها، وانتشار «كورونا» بالصين، وحرب روسيا وأوكرانيا، وانفجار مرفأ بيروت، وموت زعيم «فاغنر»، وزلازل في اليابان وسوريا وتركيا، وغرق الغواصة «تيتان»، وسيول ليبيا، ووصول المغرب إلى الدور قبل النهائي في كأس العالم والزلزال الأخير فيها.
- هل تعد التوقعات فناً أم علماً أم موهبة؟
- التوقعات ليست فناً أو علماً، هي موهبة وهبة ونعمة من رب العالمين، وإلهام عميق شفاف، والتوقع يختلف تماماً عن «التاروت» وقراءه الطالع والوسائل الأخرى، التي لا أعترف بها، لمعرفة ما سوف يحدث واستقراء المستقبل.
- وماذا تهدفين من وراء توقعاتك؟
-عندما أتوقع أدق جرس إنذار، وأوجه نداء للمسؤولين أو للشعوب احترسوا من حدوث كذا، وأتمنى عدم حدوثه وكأنها صرخة تحذير من أي حادث مأساوي يلم بأي منطقة في العالم، وكل توقعاتي تتم عن طريق مشهد أو مشاهد مكررة أو خواطر تمر على خاطري أو رؤية غامضة إلى أن يتحول الإلهام إلى توقع. وأهم شروط التوقع أن تتوفر عند المتوقع الثقة بالنفس، وقوة الشخصية، وقوة الاحتمال، والثقة في الإلهام التي منحني إياها الله، وأنا إنسانة مؤمنة وأصوم أصلي وأخاف ربي.
- متى بدأت تتوقعين في حياتك؟
- وأنا طفلة عمري 12 سنة ظهرت لدي بوضوح حاسة التوقع ورثتها عن أبي، رحمه الله، وكانت أمي تقول: «ليلى كأبيها لديها رؤية وإلهام». وهذا لفت نظر الأهل والأقارب والأصحاب.
- ما أول توقع لك؟
- عندما كنت صغيرة بعمر ال7 سنوات، أخذت أبكي وقلت لأمي إن جدي سيموت في الحج، وذهب بالفعل إلى أداء المناسك وتوفي هناك. وبمرور السنوات كنت أشعر أن قوة التوقع عندي تزداد، حتى أن أمي كانت تأمرني بالصمت عندما نذهب إلى مكان وأنظر إلى شخص أو شيء وأتوقع شيئاً.
- ولكن ربما يحلم أي شخص أو يتوقع شيئاً ما، فهل يدخل في دائرة المتوقعين على الفور؟
- هناك ناس تتوقع فعلاً، وآخرون عندهم هذه الحاسة، لكنهم لا يعلمون بها.
البداية
- متى بدأت رحلتك العملية مع التوقعات؟
- في التسعينات في القرن الماضي، بدأت في برنامج تلفزيوني اسمه «مع ليلى»، وتوقعت أحداثاً لمشاهير، في حقبة زمنية دون هواتف ولا تكنولوجيا ولا وسائل اتصالات، وبعد ظهور الهواتف بدأت أتعامل عبرها مع الناس مباشرة، يأخذون مواعيد، للأسئلة والتوقعات. وكانت توقعاتي عن الدول والأشخاص تصيب، وخلال 30 سنة، 85% من توقعاتي تحدث.
- ولكن هناك من يتوقع بطرق أخرى غير الحدس
- لا أؤمن بالأبراج ولا «التاروت» ولا بالكف ولا بالفنجان، مع احترامي للجميع، أعتبر هذه الأمور تجارة، ويقال أحياناً إن مواليد برج كذا سيكونون في عام حظهم وسعادتهم، ثم يموتون في الزلازل والأحداث الكارثية مع آخرين من جميع الأبراج. إذن الجميع لم يكن في أسعد أيام أبراجهم. حتى في «التاروت» يمكن خلط الأوراق كل يوم ويخرج شيء مختلف، وهل حياتك في فنجان بن؟ لا يمكن ولا يعقل، كل هذه الأمور خزعبلات.
- إذن تعتمدين فقط على الحدس والمهارة؟
- نعم
- هناك عالم فيزياء هولندي يتوقع الزلازل بناءً على حسابات علمية فهل كل إنسان في مهنته يمكنه أن يتوقع شيئاً بناء على معطيات معينة؟
- الحوادث الطبيعية موجودة منذ بدء الخليقة الزلازل والبراكين كل يوم، كلها من عند الله، فأنا توقعت للأسف زلازل المغرب وسوريا وتركيا واليابان ولدي أرشيف يثبت كلامي، لكني حددت زلزال اليابان ب9 درجات طبقاً لمقياس «ريختر»، وتوقعي بنفس الدرجة، ولست دارسة لعلم الزلازل، ولا أفهم جيولوجيا، لكني أعتمد على الحدس فقط.
- هناك من ينتقدك لأنك تقرأين توقعاتك من أوراق على الشاشة.. ماذا تردين؟
- مجرد أني أشعر بشيء ما أسجله على الورق حتى لا أنساه، وتكون لديَّ كمية توقعات كبيرة عن مناسبات وأشخاص ومناطق وغيرها خاصة مع رأس السنة، فكيف أحفظها؟ لابد أن أكتب وأسجل.
- منتقدوك يقصدون أن هذه الأمور تُملى عليك
- كيف تُملى عليَّ؟ لا يوجد أي إنسان على الأرض تُملى عليه هذه الأحداث خاصة الكوارث الطبيعية، وإذا أرادت جهة ما أن تخاطب العالم فسوق تستعين بأشخاص يجيدون اللغات الأجنبية، أما أنا فلا أعرف الإنجليزية ولا الفرنسية، وتوقعاتي ليست للدول العربية فقط، هذه «سخافات»، أعتقد أن النجاح أوصلني إليها، لأني توقعت بفضل الله الكثير، هذا ما أصاب الناس بالحيرة والجدل ولا يتفهمون أنها موهبة من الله، خاصة عندما توقعت غرق الغواصة «تيتان» والزلازل، ومصرع يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة «فاغنر»، فأثير الجدل حولي.
- كم عدد الذين يمكن اعتبارهم من المتوقعين عالمياً؟
- لا يتجاوزن عدد أصابع اليد الواحدة.
- هل من الممكن تشكيل كيان تنظيمي مؤسسي على شكل هيئة للمتوقعين في العالم؟
- لا أتواصل مع أحد من المتوقعين، باستثناء أكاديمية في فرنسا ومعي شهادة منها بأني متوقعة موثوق فيها، وهي تضم بعض المتوقعين ومنهم أنا ولكن لا أعرف البقية.
كوارث
* ما الأحداث التي تعدينها من أقوى التوقعات في حياتك المهنية؟
– البداية كانت أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في أمريكا؛ حيث كنت أجري حواراً بجريدة مصرية في شهر أغسطس/ آب من نفس العام وتوقعت الحدث، بعدها حضر عناصر من المخابرات الأمريكية «سي آي إيه» إلى المنزل وسألوني: «ليلى.. ماذا بعد؟!». وطلبوا تفسيراً فقلت لهم إنني توقعت في المقابلة الصحفية، أن هناك طائرات تدخل على أبراج دولة عظمى، وكأنها أمريكا ولكني لم أحددها في البداية، وتأكدوا أنني أجيد التوقع. كما توقعت اغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، قبل تسعة أشهر من العملية، وتوقعت زيارة رئيس فرنسي للفنانة فيروز بمنزلها في لبنان عام 2009، لم أذكر اسمه وقتها، وزارها الرئيس الفرنسي الحالي ماكرون عام 2020، بعد 11 سنة من التوقع، وهذا يعني أنه يمكن أن يأخذ سنوات.
كما توقعت موت الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح، وزوال حكم الرئيسين العراقي صدام حسين والليبي معمر القذافي، وبراءة الرئيس المصري حسني مبارك وولديه، وانتشار «كورونا» بالصين، وحرب روسيا وأوكرانيا، وانفجار مرفأ بيروت ووصول المغرب إلى الدور قبل النهائي في كأس العالم بمونديال قطر 2022. وتوقعت زلزال اليابان وسوريا تركيا وإعصار وسيول ليبيا، وموت زعيم «فاغنر» فهل قالت لي ذلك المخابرات الروسية؟ وأحدث توقعاتي كارثة حريق قاعة الزفاف في العراق ومصرع 100 شخص وإصابة 150 آخرين.
مصالحات سياسية
* ماذا عن التوقعات الأكثر إيجابية؟
– توقعت المصالحة بين السعودية وإيران، والسعودية وسوريا، ومصر وتركيا، وحضور الرئيس السوري بشار الأسد للقمة العربية الأخيرة، ولكن ربما التوقعات المأساوية تعلق في آذان الناس أكثر. كما أنني أتوقع ابتكار أدوية للسرطان والكلى والسكري خلال الفترة المتبقية من العام الحالي. وأنا بشر من الممكن أن يقع مني الخطأ في 20% من إجمالي التوقعات، فمثلاً توقعت فوز هيلاري كلينتون على دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وحصل العكس.
* هل من الممكن أن يكون التوقع مصدر رزق؟
– لا
* ولكن من الممكن أن يظهر إنسان ويتوقع مقابل رسم أو كلفة.
– يمكن أن أقدم برنامجاً تلفزيونياً مثلاً ومن الطبيعي أن أتقاضى أجراً، ولكن يتحول الأمر إلى تجارة أو ما يشبه عندما يرتبط الأمر بالعرافين والدجالين الذين يدعون أنهم يعلمون الأمور عن طريق «التاروت» والأبراج، وهم كثر، لكني لا أدخل في معارك ولا أدافع عن نفسي كثيراً. وأحترم أسرار الناس ولا أخرجها ولا أتكلم عنها خاصة حين أتعامل مع الأشخاص العاديين الذين يلجأون إليّ وليس مع مشاهير فقط.
* هل يمكن لأي شخص أن يطلب مساعدتك في أمور مستقبلية أو أحداث وقعت له؟
– لدي مكتب ومواعيد والتقي مع أشخاص من دول متعددة نتواصل عبر الإنترنت ونبحث في أمور شخصية مرتبطة بهم.
* هل يزعجك انتقادك؟
– النقد البناء أرحب به، أما أن يردد البعض أنني ارتبط بمخططات، فأنا لست منجمة ولا عالمة فلك، ولا أتلقى تعليمات من جهات ومخابرات ولا أجهزة ولا «ماسونية». ومصدر توقعاتي هو رب العالمين، وإلهام من عنده، ولو كانت التوقعات عن كارثة يقولون مخططات، وإذا كانت إيجابية لا يقال شيء، العالم كله بات مطلعاً على بعضه، وأنا على استعداد لترك التوقعات في حال أثبت أي شخص أني أعمل وفق مخطط أو مع جهة، هذا افتراء وكذب.
* ما اكبر توقع لعام 2024؟
– استمرار ظاهرة تزايد الكوارث الطبيعية في العديد من دول العالم، وإعلان حالة الطوارئ، خاصة في أوروبا.
تنبؤان لـ 2023- 2024
* أدوية جديدة للسرطان والسكري وغسيل الكلى
* استمرار الزلازل والأعاصير بشكل لافت
المليونيرات والمليارديرات قادمون
عن توقعات الفترة المتبقية من عام 2023 أو مع بدايات 2024، قالت ليلى عبد اللطيف: «العديد من مليونيرات ومليارديرات العالم في أوروبا وأمريكا ومنهم عرب سوف يستثمرون في منطقة الخليج بشكل لافت، وأرى المزيد من رؤوس الأموال تتدفق بعد أن أصبحت منطقة جاذبة ومتطورة جداً لجذب المستثمرين الذين سيهربون من تزايد رداءة الطقس والعواصف في العالم ويتجهون إلى دول الخليج الأكثر أماناً. وفي مصر، سنرى مزيداً من انتعاش السياحة والازدهار والإصلاحات وسوف يتحسن الجنيه أمام الدولار ونرى وظائف عمل كثيرة وتحسناً في الرواتب بحد أدنى جديد».
أشهر التوقعات
– أحداث 11 سبتمبر قبل شهر
– انتشار «كورونا» بالصين
– حرب روسيا وأوكرانيا
– انفجار مرفأ بيروت
– اغتيال رفيق الحريري
– موت زعيم «فاغنر»
– زلزال في اليابان بقوة 9 درجات
– زلزال سوريا وتركيا
-غرق الغواصة «تيتان»
– إعصار وسيول ليبيا
– حريق العرس العراقي
– زيارة رئيس فرنسي لفيروز في بيتها
– بلوغ المغرب قبل نهائي كأس العالم والزلزال
أمام كل ذلك، وما يثار حول ارتباط من يشتهرون بالتوقعات ببعض الجهات،كان لابد أن نواجهها ونسألها: كيف يتم تحديد التوقع؟ وما الشروط والمهارات اللازم توافرها في الشخص الذي يتنبأ؟ وهل هناك جهات أكاديمية أو بحثية في هذا الصدد ؟ ولماذا الاهتمام بالتوقعات التي يمكن اعتبارها سلبية أكبر من الإيجابية؟ وما نسب حدوث «التوقع الصائب»؟ وما تأثير ما يثار من انتقادات؟ وغيرها من الأسئلة التي يمكن اعتبارها حديث الساعة عند المهتمين بالموضوع ونحتاج إلى الإجابة عنها.
الخليج