ثلاثة سيناريوهات متوقّعة وفقاً لمصادر مطّلعة في محور الممانعة بعد الهجوم الذي نفّذته حركة حماس ضدّ مستوطنات غلاف غزّة والذي أطلقت عليه اسم “طوفان الأقصى”.
السيناريو الأوّل: أن يبقى الردّ الإسرائيلي على قطاع غزّة محدوداً ويقتصر على القصف العسكري واستعادة المناطق التي سيطر عليها المقاومون قرب قطاع غزّة والذهاب بعد ذلك إلى مفاوضات طويلة لتبادل الأسرى ووقف التصعيد وفكّ الحصار عن غزّة ووقف الانتهاكات ضدّ المسجد الأقصى، وهذا سيناريو واقعي لكن من غير الواضح مدى قبول القيادة الإسرائيلية به في ظلّ وجود قيادات متطرّفة ويمينية صهيونية، لكن لا مصلحة لأميركا والقوى الإقليمية أن يتحوّل الصراع إلى معركة كبرى.
السيناريو الثاني: تصاعد المواجهات في قطاع غزّة وانضمام جبهات أخرى ولو بشكل محدود مثل ما جرى في جنوب لبنان وما قد يجري من فتح جبهة في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلّة في عام 1945، وحصول عمليات تسلّل من الأردن ومصر، إضافة إلى تصعيد إعلامي وشعبي وسياسي، وهو ما يعني إطالة أمد المواجهة لكن من دون الوصول إلى حرب شاملة في المنطقة، ويبقى تحديد فترة المواجهة وأفقها مرتبطاً بحجم العمليات والظروف السياسية والميدانية.
السيناريو الثالث: وهو السيناريو الأكثر خطورة، وهو تحوُّل المواجهات إلى حرب شاملة وإقليمية وفتح كلّ الجبهات، ومنها جبهة الجنوب، وانضمام اليمن والعراق وسوريا إلى المواجهة، وهو ما يعني أنّنا سنكون أمام حرب إقليمية كبرى، وسيكون هناك دور غير مباشر لدول كبرى مثل روسيا والصين وإيران. وهذا السيناريو هو الأقلّ احتمالاً، لكنّه غير مستبعد، لأنّه سيؤدّي إلى تحويل الأنظار نحو جبهة عالمية جديدة تخفّف من حدّة المواجهات على جبهة أوكرانيا والصراع بين الصين وأميركا.
اجتماع بيروت
الجدير بالذكر أنّ اجتماعاً عُقد قبل ثلاثة أسابيع في بيروت بين الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله والأمين العام لحركة الجهاد زياد نخّالة ونائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري، وصدر عنه بيان واضح بأنّ قوى المقاومة ستردّ على استهداف المقاومين وانتهاك المسجد الأقصى.
وما جرى خلال اليومين الماضيين يؤكّد أنّ مواقف قوى الممانعة لم تكن إعلامية فقط، بل كان هناك استعداد كامل للعمليات التي جرت، مع الإشارة إلى أنّ الأسلوب الذي اتّبعته حركة حماس في عملية طوفان الأقصى يحاكي الأسلوب الذي اتبعه الحزب في لبنان في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي من خلال القيام بعمليات كبرى يشارك فيها مئات المقاتلين ويتمّ تصويرها وتوثيقها إعلامياً، ومنها ما سُمّي “عملية بدر الكبرى” التي شُنّت على مواقع إسرائيلية وعملاء جيش أنطوان لحد.
قاسم قصير – اساس ميديا