تعيش الساحة الجنوبية سباقاً مفصلياً ما بين الحرب والجهود الجارية للجم أي تطورات دراماتيكية، في ضوء مناخ من التضامن مع أهالي غزة الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي غير مسبوق، وإنما معارض في الوقت نفسه لأي انزلاق نحو التورط في هذه الحرب. وفي هذا السياق، لا يتوقع نائب رئيس” التيار الوطني الحر” الدكتور ناجي حايك، أن “يبقى لبنان طويلاً بمنأى عن هذه الحرب”، معتبراً أنه “إذا استمر إطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه إسرائيل، كما هي الحال في الأيام الأخيرة، فإن الأوضاع لن تكون مضبوطةً”.
ويؤكد الدكتور حايك في حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، أن “لبنان كما اللبنانيين، عاجزون في المطلق عن تحمّل أي أزمات جديدة مهما كان نوعها وطبيعتها، سوف تنجم عن أي حرب إسرائيلية، وذلك على الرغم من التضامن الكامل مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان في قطاع غزة”.
إلاّ أن الدكتور حايك يشدد في الوقت نفسه، على “حق لبنان بالدفاع عن نفسه في وجه أي اعتداء إسرائيلي محتمل، وذلك مع العلم أن لبنان اليوم “مكسور” وبالتالي فإن أي حرب سوف تكسره أكثر وسيكون عاجزاً عن تحمّل أي ارتدادات لها”.
ومن ضمن هذا السياق، فإن الدكتور حايك يشدد على “التضامن مع القضية الفلسطينية، كما يؤكد على الوقوف إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في حباةٍ حرة وكريمة في وطنه، وذلك في ظل دولة فلسطينية مستقلة وعبر “حل الدولتين”.
لكن هذه المقاربة لا تعني أنه يجب على لبنان أن يفتح الجبهة الجنوبية، يضيف حايك، الذي “يسأل عن أسباب عدم فتح أي جبهة عربية أو حتى فلسطينية من الضفة الغربية بوجه إسرائيل”، معتبراً أن “التضامن لا يعني فتح الجبهة اللبنانية بينما كل الجبهات العربية الأخرى هادئة وصامتة”. وعليه، يرى حايك أنه على “الجيش أن ينتشر ويمنع الفلسطنيين من إطلاق الصواريخ من الأراضي الجنوبية”.
وحول أسباب إلغاء سفر وفد “التيار الوطني الحر” برئاسة النائب جبران باسيل لإلقاء كلمة في البرلمان الأوروبي، يلفت حايك، وهو الذي كان يحضّر لزيارة ستراسبورغ، بأنه “تمّ صرف النظر عن الزيارة وتأجيلها، بسبب الحرب في غزة، واحتمال تفاقم الوضع الأمني وربما تعذر السفر أو العودة في حال أقفال المطار”.
وبالتالي، يرى حايك أنه قد صدر القرار بعدم الذهاب “لأننا لن نجد أذاناً صاغية، لأن الكل مشغول بالحرب”.