نائب لبناني لـ أبناء الجنوب “الهاربين”: “موتوا بأرضكم”..
رأى رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض أن “الذي يحصل في غزة يمس الجميع على الصعيد الإنساني، وليس صحيحاً أن المسيحيين ضد القضية الفلسطينية، فالرئيس كميل شمعون سمي “فتى العروبة الأغر” كذلك الرئيس سليمان فرنجية ذهب بالقضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة والمحافل الدولية، ولكن بعد حرب العام 1975 وما أقدم عليه الفدائيون الفلسطينيون في لبنان، أدى إلى إتخاذنا موقف من المقاومة الفلسطينية، ولكن ليس صحيحاً أن المسيحيين لا يتعاطفون مع ما يحصل في غزة”.
وفي مقابلة عبر سبوت شوت ضمن برنامج “وجهة نظر” قال محفوض: “الذي يصنف الناس بين مع أو ضد يريد أن يقول لك فعلياً أنت مع الفلسطيني أو مع ما تقوم به حماس؟ أنا مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولكني ضد حماس وضد إسرائيل، فهذا العدو الذي إحتل لبنان وإرتكب المجازر فيه أنا طبعاً ضده، وهذا لا يعني أني مع حزب الله فانا أيضاً ضد ميليشيا حزب الله”.
وتابع “بالنسبة لحماس، عندما تكون مؤتمناً ومسؤولاً عن مليوني إنسان في منطقة تعيش الحصار منذ فترة طويلة، وتقدم على ما أقدمت عليه من دون أي حسابات دقيقة حول ما سيحل بشعبك، هذا غير مقبول، ألم يعرفوا أن القيامة ستقوم؟ فعندما تكون مسؤولاً عن شعب عليك أن تؤمن كل مستلزمات بقائه قبل الذهاب إلى الحرب، لذلك أقول لميليشيا حزب الله في لبنان حذاري من الإقدام على مغامرة تودي باهلنا إلى التهلكة”.
وأضاف، “لن أزجّ بلدي في الحرب، لماذا لا أحد يتحدث عن مشاركة الأردن أو سوريا او حتى إيران؟ من غير الجائز الخضوع لميليشيا تقرر عنك السلم والحرب والتطبيع وترسيم الحدود البحرية، نحن لا نريد الذهاب إلى انتحار جماعي وتعريض ما تبقى من مقومات وهيبة دولة ومؤسسات للزوال”.
وكشف أنه منذ يومين “زار وفد الجبهة السيادية من أجل لبنان سماحة المفتي عبد اللطيف دريان فسمعنا منه كلاماً نقدم له كل التقدير والإحترام، إذ أعلن تضامنه مع القضية الفلسطينية ورفضه كلياً ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، ولكن نقف عند هذا الحد ولا نستجر حروباً على لبنان”.
ولفت إلى أن ” أي جيش غريب مرفوض إستجراره لتصفية جسم صار عبئاً علينا، حتى لو كان حزب الله، فإنهاء الحالة الأمنية للحزب هي مسؤولية لبنانية وأممية تتمثل بالقرار 1559 ووثيقة الوفاق الوطني التي تتحدث عن حل الميليشيات والقرار 1701، على الرغم من أن حزب الله قام بالعكس فإستجر أغراباً كي يصفي مسائله مع اللبنانيين، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يمثل دولة تعيث دماراً وخراباً بلبنان وهو يُمنع من الوصول إلى سوريا ويُسمح له دخول بيروت، فتوقيت الزيارة يسترعي الإنتباه، فهو جاء للتحريض وإعطاء الأوامر لتحويل لبنان إلى ساحة وجبهة جديدة، لماذا لا يفتح جبهة بلاده وليذهب الحرس الثوري ولواء القدس إلى غزة، فأنا لا أريد الحرب ولا أريد أن أحارب عن أحد”.
وأكد محفوض أن “الجيش اللبناني وحده القادر على مواجهة إسرائيل، وليس الميليشيا، والجيش تاج على رأس الجميع بمن فيهم حزب الله، وإذا كانت للحزب النية بمساعدة لبنان، وجب عليه أن يكون بإمرة الجيش وليس العكس، وقد أثبت الجيش أنه عندما يملك قراراً سيادياً من الدولة اللبنانية، قادر حتى أن يدخل إلى قلب إسرائيل، اما حزب الله فله مشروعه الخاص، وهو يمثل إيران بينما الجيش يمثل العلم اللبناني والدستور اللبناني”.
وأوضح أنه “بعد خروج الجيش الإسرائيلي من لبنان تحول حزب الله من مقاومة إلى ميليشيا كاملة الأوصاف، فالذي يقوم بالإغتيالات من قتل رئيس حكومة إلى قتل ضباط ويهاجم الناس في 7 ايار، هو طبعاً ليس مقاومة، فالمقاومة لا تتدخل بالسياسة الداخلية ولا تسعى لفرض رئيس جمهورية. أما القول أن مزارع شبعا لم تتحرر بعد، ليس سبباً لبقاء المقاومة، فالمزارع فيها نزاع دولي، وقد طلبت الأمم المتحدة الوثائق من سوريا التي تثبت ملكيتها فرفضت تقديمها، ولا يمكن تعطيل الدولة والحياة لأجل بقعة عليها صراع، أما تحرير المزارع فواجب الدولة اللبنانية وليس حزب الله، وفي حال إستطعنا تأكيد ملكيتها دولياً لا احد يستطيع إنتزاعها منا”.
وأكد أنه “في حال ذهب حزب الله في مغامرة كرر فيها ما حصل في 2006 رغم التحذيرات الأميركية والغربية، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة دولة صديقة، هكذا قرار سيدمر ما تبقى من لبنان، والصداقة لن تفيد في هكذا ظروف، في وقت ليس لدينا لا دولة ولا إقتصاد ولا مستشفيات وشعار شعب وجيش ومقاومة شعار تنكي لم يحترمه حزب الله يوماً “.
وشدد على أن “اسرائيل وسوريا بالنسبة لي أعداء، أما حزب الله فهو خصم في السياسة وليس عدواً وإن كان إيراني الهوى، وأنا لا يمكنني أن أنسى فظائع الجيش السوري في 13 تشرين وكيف دنس أرضنا ومقدساتنا وإرتكب المجازر بحق أهلنا واطفالنا”.
وختم محفوض بالإشارة إلى موضوع النفط معتبراً أن “كل ما يحصل يثير الضحك، لأنه ليس لدينا لا نفط ولا كهرباء ولا ماء ولا جمهورية بظل جمهورية حزب الله، قد يكون لدينا نفط في حال تأمنت مقومات الدولة، فهل هناك شركة في الكون تقبل على إستثمار معين في ظل إهتزاز الدولة ؟”