وكأن اللبنانيين لا يكفيهم ما يعيشونه من أزمات ومن أوضاع معيشية وإقتصادية صعبة، حتى أتت الأحداث على الساحة الجنوبية لتزيد من قلق اللبنانيين ومخاوفهم على تأمين حاجياتهم الأساسية من خبز ومواد غدائية ومحروقات.
وتخوفاً من انقطاع هذه السلع الأساسية نشهد منذ بدء التوترات الأمنية في الجنوب تهافتاً على الأفران والسوبرماركت ومحطات البنزين، وذلك تحسباً لانقطاع هذه السلع في حال حصل تصعيد على الجبهة الجنوبية.
في السياق أكد نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة ونقيب أصحاب السوبرماركت الدكتور نبيل فهد في حديث للديار على حصول ارتفاع كبير في الطلب على المواد الغذائية خاصةً في مناطق جنوب بيروت والمناطق الجنوبية حيث وصلت نسبة الارتفاع الى حدود 25?? ،مشيراً الى أنه في المناطق الأخرى كانت نسبة الارتفاع في الطلب على المواد الغدائية أقل وكل ما اتجهنا شمالاً كان الطلب أقل ونسبة الارتفاع بحدود 10?? .
وطمأن فهد بأن كميات المواد الغذائية الموجودة في السوق والمستودعات كافية لعدة أشهر ولا خوف من انقطاع المواد الغذائية لافتاً ،الى أن (الستوكات) الموجودة في السوبرماركات والشركات المستوردة والمصانع كافية لعدة أشهر.
ولناحية الأسعار طمأن فهد أنه لن يحصل أي تغيير والأسعار لن تتأثر لأن المنافسة موجودة ولا يمكن للتجار أن يرفعوا الأسعار .
وإذ أكد فهد على أنه لن يكون هناك انقطاع للمواد الغذائية أو إرتفاع في الأسعار على مدى الأشهر القادمة، قال اذا امتدت الأزمة أكثر فالأمور تعود الى ما ستؤول إليه الأوضاع ففي حال حصول حصار أو ارتفاع في أسعار البترول عالمياً فهذا يؤثر على أسعار المواد الغذائية وعلى قدرتنا على الاستيراد.
بدوره عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات الدكتور جورج البراكس قال في حديثه للديار :المواطن اللبناني الذي عاش ظروفاً صعبة في الحروب الماضية التي مرت على لبنان ومن أزمات انقطاع البنزين ،من الطبيعي أن يتخوف في حال حصول أحداث أمنية من عدم توفر مادة البنزين والتهافت على محطات المحروقات .
لكن البراكس طمأن المواطنين أنه في الوقت الحاضر المحروقات من بنزين ومازوت متوافرة في خزانات الشركات المستوردة ولا داعي للتهافت على محطات المحروقات ،مشيراً اننا رهن التطورات في ظل الحرب في المنطقة التي لا نعرف كيف ستتطور .
وفيما يتعلق في أسعار المحروقات أشار البراكس إلى أن الأسعار على تراجع نتيجة تراجع أسعار النفط عالمياً بالرغم من ارتفاع سعر برميل النفط الى حدود 3 دولار نتيجة ما يحصل في غزة .
كما لفت البراكس الى أن أسعار المحروقات متوقفة أيضاً على التطورات التي تحصل في سعر صرف الدولار في لبنان الذي هو رهن عدة عوامل منها تأثير الحرب التي قد تحصل في الجنوب، مشيراً أنه في الوقت الحالي سعر صرف الدولار ثابت وبالتالي لن يطرأ أي تغيير في أسعار المحروقات.
أما رئيس نقابة الأفران والمخابز العربية في بيروت وجبل لبنان النقيب ناصر سرور فطمأن بأن “الخبز متوافر ولا أزمة للخبز، داعياً المواطنين لعدم التهافت على الافران وشراء كميات كبيرة للتخزين، لأن التخزين يؤثر على الطاقة الإنتاجية للأفران، مؤكداً على أن الطحين موجود والخبز موجود ومتوفر ولا داعي للقلق”.
على أمل أن لا تتطور الأمور إلى لا ما لا يُحمد عقباه لأن الحروب التي مرت بهذا البلد الصغير كانت أكبر من حجمه وأكبر من طاقة الوطن والمواطنين الذين عاشوا ويعيشون جميع أنواع الحروب و ليس فقط الحرب الأمنية و لعل آخرها الحرب الإقتصادية والمالية التي انهكت كاهل اللبنانيين في طل فراغ رئاسي قاتل وحكومة معطلة يقتصر عملها على تصريف الأعمال ومجلس نواب عاجز عن انتخاب رئيس للجمهورية وغير قادر على التشريع وشلل في مختلف المؤسسات مع استمرار إضراب موظفي القطاع العام.
الانباء الالكترونية