القلق من الحرب يتزايد… فهل علينا أن نخزّن المواد الغذائيّة
كتبت مريم حرب في موقع mtv: تتسارع الأحداث والتطوّرات عقب عمليّة “طوفان الأقصى”، وسط خشية من دخول لبنان بشكلٍ مباشر في الحرب. إلا أنّ هذا القلق لم يبلغ حدّ الهلع، فمجمل اللبنانيّين لم يعمدوا بعد إلى التهافت على المحال والسوبر ماركات لتخزين المواد الغذائية.
هذا السلوك الذي اعتدنا عليه أمام أي أزمة تلوح في أفق البلد، تَظَهّر في عدد من المناطق التي تشهد نزوحًا لأهالي الجنوب باتجاهها. ويشرح رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أنّ السوبر ماركت في هذه المناطق سجّلت ارتفاعًا في نسبة شراء مواد غذائية مقارنة مع مناطق أخرى لا تزال النسبة على حالها، في حين انخفضت النسبة في بلدات جنوبية.
ويُطمئن بحصلي، في حديث لموقع mtv، أنّ “المواد الغذائية متوفّرة في الأسواق والكمّيات تكفي لمدة 3 أشهر، ولذلك لا داعي للتهافت على التخزين”، ملمّحًا إلى صعوبة في استيراد المواد إذا ما فُقدت من الأسواق. ويلفت إلى أنّه لا يمكن إصدار توجيه للمواطنين بعدم تخزين المواد الغذائية لكن على الجميع أن يدرك أنّ هذا السلوك سيؤدي إلى تداعيات سلبية. ويُضيف: “التهافت على تخزين المواد بكميات كبيرة سيحرم عدداً من الناس من الحصول على حاجياتهم، كذلك سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع”.
لم يرفع المستوردون الأسعار، وفق ما يؤكّد البحصلي، إضافة إلى أنّ الأسواق لم تشهد أصلًا ارتفاعًا في الأسعار.
لم يُخف بحصلي تخوّفه من خطورة الوضع وممّا قد تؤول إليه الأوضاع الأمنية وانعكاسها حتمًا على الأمن الغذائي. وسبق أن نبّهت لجنة الأمن الغذائي في الهيئات الاقتصادية إلى عاملين أساسيين في حال تدهورت الأوضاع الأمنيّة في البلد من شأنهما تعطيل دورة الإنتاج وضرب سلاسل التوريد، وهما عدم القدرة على تأمين المحروقات اللازمة للإنتاج وقطع الطرقات، ما سيؤدي إلى منع وصول المواد الغذائية وغير الغذائية إلى المناطق كافة، فضلًا عن عدم قدرة العمال على الوصول إلى أماكن عملهم في الوحدات الإنتاجية.
حتى الساعة الجميع يُطمئن، لكن متى دخل لبنان رسميًّا الحرب فلا أحد يستطيع حينها طمأنة الناس على مصيرهم. وحتى تبيان الصورة، الأمل معلّق على من بيدهم القرار بألّا يجرّوا البلد إلى آتون الحرب.