ما وراء الحرب أخطر مما تتوقّعون
عشرة أيام ويدخل لبنان العام الثاني من الفراغ الرئاسي، الذي لم يعد الشغل الشاغل للبنانيين أو حتى الدول التي كانت تسعى لإنهائه، بعد التطورات الدراماتكية الحربية بين اسرائيل وفي كتائب القسام في غزة او على الحدود الشمالية مع حزب الله، فهل وضع على الملف الرئاسي على الرف بانتظار نتائج المعركة الكبرى المرتقبة ولصالح من ستكون ليبنى على الشيئ مقتضاه؟
الملف الرئاسي اللبناني مثله مثل بقية الملفات الداخلية لم يعد اولوية في ظل الاوضاع الاقليمية المستجدة والنارية ، وفق تعبير المحلل والكاتب السياسي سركيس ابو زيد في حديثه الى “ليبانون ديبايت”.
ويرى ان لبنان امام مرحلة جديدة تعكسها التطورات والتوازنات في الاقليم، متسائلاً: “هل يتوقف الامر على الملف الرئاسي فكما تغيب رئاسة الجمهورية بفعل الشغور، فان الشلل يطال العمل الحكومي والنيابي وكل المؤسسات شبه غائبة”.
وينتقد اداء الاحزاب والقيادات التي لا تتبنى في الظروف الحالية سياسة حسن الجوار بينها على اقل تقدير وتذهب الى مقاربة الامور بعيون وطنية لما فيه مصلحة البلد.
ولا يخفي ان كل طرف سياسي ليس بوارد الدخول في الملف الرئاسي قبل ان يتبين كيف ستنعكس الاحداث في المنطقة وعلى الحدود، ويعوّل على نتائجها او نتائج اي تسوية تحصل ليرى من سيربح وان كان ذلك لصالحه او صالح خصومه السياسيين.
ويعتبر ان هذا الرهان سيكون على حساب لبنان فما نفع ان يربح الطرف الذي يريده هذا الحزب او ذاك فهل سيبقى بلد ليحكموه في الاصل؟
ويرى ان توسع الحرب لتكون شاملة امر وارد لا سيما ان الدول الغربية وحتى العربية جميعها عاجزة عن الوصول الى تسوية للحرب الدائرة، الا ان امد هذه الحرب غير معروف حتى الساعة.
ويجزم أن نتائج الحرب ستكون خطيرة على لبنان ، وهناك احتمال ان ترتد نتائجها على تركيبة لبنان، حتى انه يتخوف ان يكون لبنان جائزة ترضية في حال الفوز لاحد اطراف النزاع او حتى حصول تسوية ما ليكون لبنان بالتالي “فرق عملة”