اسرائيل تستخدم “الفسفور الأبيض” في غزة ولبنان.. هذه مخاطر الوميض القاتل

أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” استخدام الجيش الاسرائيلي خلال غاراته على قطاع غزة ومواقع على الحدود اللبنانية، قنابل فوسفورية، بعدما تحققت من مقاطع فيديو بينت “انفجارات جوية متعددة للفوسفور الأبيض الذي أطلقته المدفعية الاسرائيلية فوق ميناء مدينة غزة وموقعين على طول الحدود اللبنانية”، كما جاء في بيان المنظمة. وهو ما أكدته منظمة العفو الدولية التي أعلنت في وقت لاحق استخدام اسرائيل قنابل الفوسفور الابيض في قصفها قطاع غزة المكتظ بالمدنيين.

وبحسب “هيومن رايتس ووتش” فانّ الهجمات بالوميض الابيض القاتل حصلت يومي 10 و11 تشرين الاول الجاري، والمؤكد انّ اسرائيل تمعن في استخدامه منذ بداية القصف على غزة والحدود اللبنانية – الفلسطينية. وقالت المنظمة انّ مقاطع الفيديو والصور التي تم التحقق منها تُظهر قذائف مدفعية M825 وM825A1، والتي تحمل اسم D528، وهو رمز تعريف وزارة الدفاع الأميركية (DODIC) للقذائف المستندة إلى الفوسفور الأبيض.

اسلحة حارقة


زعم جيش العدو الاسرائيلي عدم معرفته باستخدام أسلحة تحتوي على الفوسفور الأبيض في غزة، كما لم يعلق على اتهام “هيومن رايتس ووتش” له بشأن استخدام تلك الأسلحة في لبنان.

وتعتبر القنابل الفسفورية أسلحة حارقة تخضع لقيود البروتوكول الثالث لاتفاقية حظر بعض الأسلحة التقليدية، وكان الجيش الإسرائيلي قد التزم في عام 2013، بعدم استخدام هذه القنابل في المناطق المأهولة بالسكان. ولكن الاجرام الاسرائيلي المستمر بلا حدود، في مقابل صمت المتحكمين بقواعد القانون الدولي الانساني عن محاسبته، يجعله يخترق كل القوانين، فيضرب بكل ما اتيح له من قوة بكافة الاسلحة المتواجدة لديه.

والقنبلة الفسفورية تؤدي إلى انفجار الفوسفور عند ملامسته للأوكسجين، فهي مادة كيميائية منتشرة في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، تشتعل عند تعرضها للأوكسجين. وعندما يحصل هذا التفاعل فانه ينتج حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية، اضافة الى ضوء ودخان كثيف. ويؤدي حكما الى الاصابات المروعة عندما يتلامس مع جسم الانسان. بل أكثر من ذلك بكثير.

خطر الوميض الابيض
يتحدث الدكتور
جبران قرنعوني الاختصاصي في طب الطوارئ وادارة الكوارث لـ”لبنان 24″ عن مخاطر هذه القنابل، والاجراءات التي يجب اتباعها في حال الاشتباه بالتعرض لضرباتها.

ويقول قرنعوني: “تُستخدم غالبا هذه القنابل اثناء المعركة لحجب الرؤية بين الاعداء، لانها مضيئة تعطي اشارات مرئية، كما يستخدمها الطيارون عندما يكون هناك صواريخ موجهة نحوهم. وحتما هذه القنابل محرم استخدامها في القانون الدولي الانساني على البشر لما لها من مخاطر قاتلة، ولكنها لا تصنف ضمن الاسلحة الكيميائية لذلك يمكن استخدامها في الحالات السابقة التي اشرنا اليها فقط لا غير، امّا استخدامها مباشرة على البشر فانّ ذلك مخالف للقانون الدولي الانساني”.

فأي خطر تحمله على الانسان في حال الاصابة بها؟ يقول قرنعوني: “مثلها كمثل أي تفاعل كيميائي يحصل على جسم الانسان، فانّ الخطر المباشر الاول هو الاتصال مع الجلد ما يؤدي الى الحروق لحد الدرجة الثالثة. والخطورة الثانية تكمن في استنشاقه وبالتالي الوصول الى الرئتين ما يؤدي الى تلفهما. امّا الخطورة الثالثة فانّه لو تعرض الجسم فقط لـ10 بالمئة من هذه القنابل ووصلت الى الكليتين والكبد، فقد يؤدي ذلك الى الموت، ناهيك طبعا عن وصول الاصابة الى القلب ما سيؤدي حكما الى الوفاة”.

شظايا فوسفورية
وبحسب قرنعوني فانّ ذلك يعتمد على كمية الاصابة بالقنبلة، بمعنى انّ القنبلة تنشر الشظايا الفوسفورية، فلو وصل للانسان حوالى 116 شظية منها فانّها كافية لتعريضه للخطر، وفي حال وصلت الشظايا الى القلب والكبد فقد تقتل الانسان في خلال 10 دقائق.

وفي حال الاشتباه بالتعرض الى تلك الشظايا، فما يجب ان يفعله الانسان؟ يقول قرنعوني: “في حال التعرض الى كمية من الشظايا اي اصابة طفيفة، يجب فورا الاسراع الى تعريض مكان الاصابة لكثير من الماء، لانّ الماء الوفير يجعل المادة الموجودة في الشظية غير فعالة عندما تلتصق بجسم الانسان، وكذلك يجب مسح المنطقة المصابة بالماء. امّا في حال تعرضت العين الى الشظية، فيجب ايضا صب الماء عليها لمدة ربع ساعة متتالية، واغلاق العين بعدها وربطها برباط من المياه”.

ويتابع: “امّا في حال استشناق الشخص لدخان القنبلة، فيجب اولا وضمن الاسعافات الاولية السريعة، ان نجعل المصاب في وضعية الجلوس واجراء التنفس الصناعي عن طريق ادوات معينة يمتلكها المسعفون”. وتأتي هذه ضمن الاسعافات السريعة، وبعض الحالات تتوجب حكما النقل الى المستشفى.

وينصح قرنعوني اثناء القصف المواطنين بالنزول الى المناطق المنخفضة، و”اذا كان الشخص على الطريق، فيستحسن الدخول فورا الى احدى البنايات المجاورة له، واغلاق النوافذ والابواب في المنازل”.

Exit mobile version