كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv: إندلعت الحرب في أذهاننا قبل أن تصبح واقعا على الأرض… رُعبٌ يسيطرُ على غالبية اللبنانيين غير المشتاقين لروائح الموت والدمار التي سكنت أجواءنا طويلا. أسئلة كثيرة ومخاوف كثيرة تُطرح عن اقتصادنا ومستشفياتنا وأدويتنا وطعامنا، كما عن مصير مدارسنا ومستقبل أولادنا… فهل من خطة يُعمل عليها لحفظ حق أولادنا بالتعلم إن فُرضت علينا الحرب؟
يؤكد الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، في حديث لموقع mtv الالكتروني، أن العمل جار لوضع خططٍ بحال الوقوع في المحظور من أجل حماية العام الدراسي وحق التلاميذ بالتعلّم، مشيرا إلى أن المدارس الواقعة على الخط الحدودي جنوبا والتي أقفلت منذ أكثر من عشرة أيام بدأت عمليّا الخطة البديلة.
وأوضح نصر أن اجتماعا عُقد للبحث في موضوع تلاميذ الجنوب وتم الاتفاق بنتيجته على تأمين داتا للتلاميذ ومعلومات عن أماكن وجودهم ووضعهم، للبحث في مدى الجهوزية لبدء التعليم عن بعد، إلا أن هذا الخيار قد لا يكون الحل الأنسب لأن بعض التلاميذ ربما لم يصطحبوا معهم كتبهم أو الحاسوب عند نزوحهم من منازلهم الجنوبية، أو لربما يكونون موجودين في أماكن يصعب فيها الحصول على الانترنت، وهنا سيصار إلى إرسال فيديوهات يشاهدونها حينما يكونون موصولين بالشبكة العنكبوتية.
وطمأن نصر إلى أن التواصل مستمر مع كل المدارس من أجل وضع خطة للطوارئ وذلك يحصل بعيدا عن الإعلام لعدم إثارة الذعر في نفوس الاهالي، مشيرا إلى أن ما يحصل مع المدارس الجنوبية إنما يشكل اختبارا للبناء عليه في حال توسّعت مناطق الاشتباك أكثر.
إلى ذلك، أفادت معلومات خاصة لموقعنا بأن عددا من المدارس يطلب من التلاميذ أخذ كتبهم معهم إلى المنزل وعدم تركها في المدرسة، من أجل حفظها بحال وقوع أي تطوّر دراماتيكي في البلاد، في وقت بدأ عدد منها بالعمل على خطط لإجلاء طارئ للتلاميذ ولكيفية التنسيق مع الدفاع المدني.
كذلك، فقد طلب بعض المدارس من الأهل تشغيل الحواسيب والتأكد من الجهوزية على برامج التعلم عن بعد للانتقال إليه بحال اندلعت الحرب في لبنان.
لكأنه مصيرنا أن نعيش دائما في جهوزية من الأسوأ، أن نرتاب ونهلع من المستقبل الذي لطالما كان مجهول الأوصاف، هي حربٌ أبدية نعيشها في باطن عقولنا لأن في عقول البعض، يأتي لبنان في المرتبة الاخيرة… أو لربما لا يأتي أبدا.