إليكم ما تكتبه الصحف الإسرائيلية عن ال-ح-رب مع ح-ز-ب الله و”قدراته”

تحدّثت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن قدرات الحزب العسكرية التي بإمكانها إلحاق أضرار بالغة بالدولة العبرية، مضيئةً على تصريح لوزير الدفاع الأميركي في مؤتمرٍ صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي قال فيه “لقد وصلنا الآن إلى النقطة التي يمتلك فيها حزب الله صواريخ وقذائف أكثر بكثير من معظم حكومات العالم”.

أحدث التقديرات تكشف، وفق الصحيفة، امتلاك الحزب حوالى 150 ألف صاروخ وقذيفة، يصل مدى معظمها إلى بضع عشرات من الكيلومترات. في حين يمكن لعدد كبير منها الوصول إلى أهدافٍ تقع على بعد مئات الكيلومترات من لبنان.

وتذّكر “هآرتس” بما خلص إليه باحثون من مركز “الدراسات الاستراتيجية والدولية” في واشنطن، في تقريرٍ موسع صدر عام 2018 حول الترسانة الفتاكة المتمركزة شمال إسرائيل. إذ كشف هذا المركز حينها أن حزب الله هو الجهة غير الحكومية الأكثر تسليحاً في العالم، لكونه يمتلك احتياطاً كبيراً ومتنوعاً من المدفعية الصاروخية “الغبية”، إلى جانب الصواريخ الباليستية المضادة للطيران وللدبابات والسفن.

وإذا ما دخل حزب الله الحرب، فستتعرض إسرائيل، كما تكشف الصحيفة، لآلاف الصواريخ في الأيام القليلة الأولى من الحرب، ليصبح المعدل بعدها 1500 صاروخ يومياً. وللمفارقة، هذا رقم يزيد بأشواط عن قدرات الحزب الصاروخية في عام 2006، حين أطلق حوالى 200 صاروخ يومياً وحسب.

ويثير تدخل حزب الله في سوريا، حسب الصحيفة، المخاوف بشأن حصوله على صواريخ أكثر تطوراً وموجهة بدقة، سواء من سوريا أو إيران أو روسيا. خصوصاً بعدما كرس الحزب في السنوات الأخيرة، معظم جهوده لـ”مشروع الدقة”، وهو محاولة مركزة لإضافة أنظمة توجيه إلى صواريخه غير الموجهة، بهدف تحويلها من أسلحة عشوائية إلى أسلحةٍ قادرة على ضرب أهدافٍ استراتيجية مثل المقرات والقواعد العسكرية ومحطات الطاقة والمناطق التي تتركز فيها القوات العسكرية.

وتضيف الصحيفة أن الحزب يمتلك مخزوناً كبيراً من الصواريخ المضادة للطائرات، بما في ذلك الصواريخ المحمولة على الكتف لإسقاط المروحيات والطائرات على ارتفاعاتٍ منخفضة. إضافةً إلى استحواذه على أنظمةٍ ثقيلة مضادة للطائرات، بما في ذلك صواريخ أرض جو وقاذفات، يمكنها ضرب أهداف جوية على مسافة تصل إلى 50 كيلومتراً على ارتفاع يصل إلى 24 كيلومتراً.

وإلى جانب ترسانة حزب الله الصاروخية الهائلة، يعمل الحزب إياه على تطوير قوته الجوية الخاصة منذ أكثر من 20 عاماً عبر امتلاكه لطائرات من دون طيار متنوعة الأحجام والأدوار، بعضها مصنوع في إيران وبعضها محلياً. يمكن لهذه الطائرات من دون طيار أن تحمل أسلحة أو تكون مزودة برؤوس حربية ثقيلة لتنفذ مهمات انتحارية. وفي هذا الصدد، يقدّر مركز “ألما” للبحوث والتعليم الإسرائيلي، أن الحزب يمتلك نحو 2000 طائرة من دون طيار من مختلف الأنواع، بما في ذلك طائرات مدنية من دون طيار قام بتعديلها لتصبح قادرة على حمل الأسلحة.

في الموازاة، نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” مقابلة مطولة مع البروفيسور مئير ليتفاك، رئيس قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة “تل أبيب”. ركزت فيها على تحليل نوايا أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، على الجبهة الشمالية، واحتمالات التصعيد العنيف من الحدود اللبنانية.

أكد ليتفاك في المقابلة أن نصرالله لا يزال حذراً ولا يرغب في الدخول في حربٍ واسعة مع إسرائيل. معتبراً أنه حتى الساعة يستفز إسرائيل من دون أن يجبرها على حربٍ كاملة مع لبنان في هذا التوقيت. لكن ذلك يحتم بنظره على الدولة العبرية أن تحول انتباهها ومواردها إلى الجبهة الشمالية.

وعند سؤاله إذا ما كان نصرالله يعي الأضرار المفترضة للحرب والتي ستتجاوز خسائر حرب 2006، أجاب ليتفاك “إنه يفهم ذلك جيداً، ولكن إذا استنتج أن إسرائيل منهكة وتغرق في وحل غزة، وأن جيشها مرهق، فقد يميل إلى التحرك، وهذا سيناريو مظلم للغاية بالنسبة لنا. والاحتمال الآخر هو أن يصبح الوضع في غزة كارثياً، وتنهار حماس، وسيأمر الإيرانيون عندها نصرالله بإنقاذ ما تبقى. وفي مثل هذه الحالة، قد يضطر إلى التصرف ضد إرادته”.

وعن إمكانية عدم إذعان نصرالله لإيران، على افتراض أن الثمن بالنسبة له سيكون باهظاً، قال ليتفاك “عندما ذكرت وسائل الإعلام الأجنبية في آب المنصرم أن إسرائيل قصفت مصنعاً للطائرات من دون طيار في إيران، سارع نصرالله إلى الإعلان عن أن طهران ستنتقم. أي أنه أزاح عن نفسه مسؤولية الرد. فهل سيتكرر هذا الأمر؟ الأمر منوط بالظروف، ولا يمكن التنبؤ بدقة بما يمكن أن يحدث في الشرق الأوسط”.

أما بخصوص التهديد باحتلال الجليل، فلم يستبعد ليتفاك حدوث ذلك، شارحاً وجهة نظره بقوله “مثل هذا الاحتلال، حتى لفترةٍ قصيرة من الوقت، سيكون بمثابة ضربة استراتيجية هائلة لإسرائيل. وإذا قارنا هذا السيناريو المفترض بما يحدث في محيط غزة حالياً، فهل نحن متأكدون أن الأمور ستعود إلى وضعها الطبيعي؟ وأننا سنستعيد الأمن والسيطرة على مستوطنات الجنوب والشمال. الهزيمة الاستراتيجية لإسرائيل هي جزء من عملية طويلة وتاريخية، والتي تشمل بالنسبة لهم تراجع إسرائيل وانهيارها. إذا غادر عشرات الآلاف من الإسرائيليين البلاد بسبب الحرب، سيعتبرون ذلك خطوة نحو انهيار إسرائيل، وهم مقتنعون بأن ذلك سيحدث”.

وفيما يتعلق بطبيعة الاتصالات التي تدور هذه الأيام في محور الممانعة، أوحى ليتفاك “دعونا لا ننسى أن صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موجود في بيروت، وهو على اتصال وثيق ويومي مع نصرالله. قبل بضعة أشهر وحسب، أنشأ حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي مقراً مشتركاً في بيروت، ومن الواضح أن مثل هذا المقر يضم أيضاً أعضاء من الحرس الثوري الإيراني”.

ثم عاد ليستدرك قائلاً “إيران حريصة على عدم استخدام حزب الله، إلاّ كملاذٍ أخير. لقد حافظت إيران دائماً على حزب الله باعتباره الذراع الذي سيعمل ضد إسرائيل إذا ما هاجمتها. وبما أن فرصة مهاجمة إسرائيل لإيران اليوم تقارب الصفر، فمن الممكن أن تقرر طهران عدم استخدام حزب الله في المعركة”.

هذا ودعا السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام، في مقابلةٍ منفصلة مع “إسرائيل هيوم”، إلى ضرب إيران بحال قرر الحزب تنفيذ هجومٍ خطير على إسرائيل.

وقد عبّر غراهام عن ذلك قائلاً ما حرفيته “إذا قرر حزب الله تنفيذ هجوم خطير على إسرائيل، فإنني أوصي بالذهاب إلى المصدر، أي إيران. إنّ أيديهم ملطخة بالدماء الأميركية. كما أن 93 في المئة من تمويل حماس يأتي من إيران. أعتقدُ أنهم حرضوا على هجوم طوفان الأقصى لمنع التطبيع الذي كان متوقعاً أن يحدث بين السعودية وإسرائيل. حزب الله ينسق مع إيران، لذلك جئنا إلى إسرائيل لنقول لإيران إننا نراقبها. إذا دخل حزب الله المعركة، فإن هذه الحرب ستدخل الفناء الخلفي لإيران. لن تكون هناك جبهتان، بل ستكون هناك ثلاث جبهات”.

ليبانون ديبايت

Exit mobile version