طنّة ورنّة وشعارات رنّانة، رافقت جولة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على المرجعيات السياسية في مبادرة عنوانها وحدة الموقف تجاه الأحداث التي يشهدها جنوب لبنان، أراد باسيل من خلالها إعادة ترتيب أوراقه التي تبعثرت نتيجة انعدام ثقة الآخرين به.
لكن حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر، فلم ينجح باسيل في مبادرته لا في الشكل ولا في المضمون، وبالتالي، لا رغبته في الظهور أنه الوحيد القادر على محاورة الجميع وملاقاتهم تحقّقت، ولا الخروج بموقف موحّد أو أقلّه بحوار، حصل.
أراد باسيل إبراز نفسه أنه القاسم المشترك بين الفريقين المتخاصمين اللذين لا يلتقيان إلاّ في حلبة المصارعة، ظنّاً منه أن تواجد نوابه في لقاءات بيت الكتائب المركزي في إطار التقاطع على المرشح جهاد أزعور، سيجعل منه شريكاً للمعارضة، فسقط أولاً في فخ المعارضة “القواتية – الكتائبية- التغييرية” التي رفضت لقاءه وأبلغته أن قناة التواصل الوحيدة المعتمدة هي لقاءات الصيفي التي يحضرها موفدون عنه.
وسقط أيضاً في امتحان الفريق “الممانع”، إذ اعتقد أنه بفرضية أنه الشريك المسيحي الوحيد للثنائي الشيعي، بإمكانه فرض خياراته السياسية على “أمل” و”حزب الله”، وإذا بأوهامه تصطدم بتمسّك الثنائي بمرشحهم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، الذي زاد أهمّية في سياق الحرب والإستهداف الذي يستشعره الثنائي وتحديداً “حزب الله” من الحملة الدولية الكبيرة في المرحلة المقبلة.
إعتقد باسيل في قرارة نفسه، أنه يستطيع عقد لقاءات سياسية بعنوان “الحرب، ” ثم يطوّرها لإنجاز ما يدور حقيقة في باله في الملف الرئاسي، لكن النتيجة كانت أنه لم ينجح في حصد موقف مشترك من الحرب ولا نجح في قلب الموازين الرئاسية لصالحه أو لصالح مرشّحيه.
يمكن وصف ما يقوم به باسيل أنه أقرب إلى العلاقات العامة من المبادرة السياسية، نال منها اتصالاً شكلياً مع أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، انحصر فقط بموضوع الحرب مع إسرائيل، والتقط صورا صحفية مع الرئيس نبيه برّي والوزير وليد جنبلاط ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وسليمان فرنجية.
وبذلك، تكون الجولة الباسيلية حققت مجموعة خلاصات مهمّة وإن لم تكن المرجوّة منه وهي على الشكل الآتي: لا تقدّم مع الرئيس بري في الملف الرئاسي، لا تقدّم مع وليد جنبلاط في ملف ملء الشغور في رئاسة أركان الجيش، إعتراف بسليمان فرنجية كقطب أساسي ذات شرعية سياسية وشعبية على عكس كل الحملة السابقة التي شنّها عليه بهذه النقطة تحديداً، واعتراف بشرعية الرئيس ميقاتي ودوره رغم كل الحملات التي شنها باسيل وتياره على الحكومة واتهامها بأنها فاقدة للشرعية.
ليبانون ديبايت