لبنان يقف على حافة الحرب

لبنان في قلب الحرب الإسرائيلية على غزة، ولكن رقعة هذه الحرب على الجبهة اللبنانية تبقى رهينة التطورات المرتقبة في الأيام القليلة المقبلة، بعدما دخلت الحرب في غزة مرحلة العملية البرية وفق إيقاع مختلف عن كل حروبها السابقة على القطاع. وعلى هذا الصعيد، يرى الكاتب والمحلِّل السياسي ابراهيم ريحان، بأن تحديد موعد إطلالة الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل، يعود إلى أسباب عدة، أبرزها إعطاء الفرصة للجهود السياسية الديبلوماسية، واتضاح الموقف في غزة.

أمّا بالنسبة لما تردّد عن أن الإطلالة قد تكون لإعلان الحرب، فأكد المحلِّل ريحان ل”ليبانون ديبايت”، بأنه “غير منطقي، لأنه إن كان سيعلن الحرب، فلن يجمع الناس في الجنوب وفي الضاحية”، معتبراً أن الهدف هو “رسم المشهد المقبل وخطوط المواجهة في المرحلة القادمة، والتي لا يمتلك الجواب حول طبيعتها لجهة الحرب أو اللاحرب، إلا الأمين العام للحزب نفسه”.

وعن مسار هذه الحرب في غزة، يقول ريحان إن “الميدان صعب بالنسبة للإسرائيلي، لأنه وبعد 22 يوماً من الحرب، قد دخل لبضعة كيلومترات داخل غزة، ما يؤكد أنه من الصعب تحقيق أي إنجاز عسكري، خصوصاً وأن العمليات البرية بالأمس حصلت في شارع صلاح الدين وفي أرض زراعية كبيرة مفتوحة، وحركة حماس لن تقاتل في أرض مفتوحة، وقد فهمت اللعبة التي تقوم بها إسرائيل من أجل استدراجها”.

ووفق المحلِّل ريحان، فإن البحث الآن يتركز حول المرحلة المقبلة، لأن غزة لن تبقى غزة وإسرائيل التي هزمت الجيوش العربية مجتمعة بستة أيام، لم تعد إسرائيل، كما أن بنيامين نتنياهو لا يستطيع الإستمرار بالسياسة، وحماس لن تعود كما كانت قبل 7 تشرين، حيث يتوقع مفاجآت واستقالات في حكومة نتنياهو، بسبب تنامي الخلافات، لأن بني غانتز قائد جيش سابق ووزير دفاع سابق، وغازي إيزنكوت رئيس أركان سابق، وهما يدركان قدرات الجيش وعجزه عن خوض حرب برية، خصوصاً وأن الجنود هم من الجيل الجديد ولم يخوضوا حروباً سابقة وليسوا مقاتلين، وبالتالي، هناك قلة ثقة بين القيادتين العسكرية والسياسية.

ويعتبر ريحان، أن “ما تقوم به إسرائيل، هو تدمير من الجو وقتل وهذا يعكس إفلاساً لدى جيشها، الذي ضُربت صورته في 7 تشرين الأول، ويريد تحويلها إلى صورة الجيش الذي لا يرحم، حيث أنه لو سلّمنا جدلاً أن إسرائيل قضت على حماس وهو أمر صعب، فستكون قضت على تنظيم ولم تحقق انتصاراً، فهناك سردية في إسرائيل قد ضُربت وتمت الإطاحة بها”.
من جهة أخرى، وبالنسبة للميدان في لبنان، يتوقع ريحان أن تصمد حماس لفترة طويلة، مشيراً إلى أن “حزب الله لن يتدخل إلاّ إذا أصبحت حماس على شفير الهاوية، وهذا مستبعد”.

وعن ملف الأسرى، يرى ريحان، أن نتنياهو غير مكترث لأمرهم، لكن باريس وواشنطن والغرب يهتمون، لأن هناك أسرى يحملون الجنسيات الأميركية والفرنسية والأوروبية والبريطانية، كما أن حركة “حماس” توقعت ردة فعل عسكرية ضد غزة، ولكن ليس بهذا الحجم الكبير بسبب الأسرى.

وعلى مستوى المحاولات الديبلوماسية لوقف النار، يشير ريحان، إلى أنه من المبكر الحديث بالسياسة قبل عدة أيام حتى تتبلور صورة الميدان، إلاّ أن الداخل الإسرائيلي يلعب دوراً في إسقاط مبدأ الحرب الطويلة، والمجتمع الإسرائيلي غير معتاد على تحمل الخسائر الكبيرة، وفي استطلاع لمجلة “معاريف”، تراجع عدد المؤيدين للعملية البرية من 65 بالمئة إلى 48 بالمئة، وإن لم يتحقق أي تقدم ّبالبر خلال يومين أو ثلاثة ستتصاعد الأصوات ضد نتنياهو لمنعه من استنزاف الجيش”.

وعن المشهد اللبناني، يكشف ريحان عن دينامية سياسية قوية في المنطقة، مشيراً إلى أن “لبنان يقف على الحافة ومن غير المعلوم متى قد يقفز إلى داخل الحرب”.

المصدر: ليبانون ديبايت

Exit mobile version