صحافي لبناني يكشف عن “تعديل” بـ خطاب ن-ص-رالله: خذوا احتياطاتكم… إنه زمن الحرب
أكد رئيس تحرير جريدة نداء الوطن بشارة شربل أنه “كان من المتوقع حصول الهجوم البري على غزة، فعملية 7 تشرين الأول كانت ضخمة لدرجة تأثرت بسببها هيبة الدولة الإسرائيلية، وكي يستعيد الجيش الإسرائيلي نظرية الردع كان لا بد له من الشروع بالعملية البرية”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال شربل: “عنوان العملية هو القضاء على حركة حماس، والكلام عن منازلة برية فيه الكثير من التمنيات، إسرائيل لديها تفوق تكنولوجي وطيران لن تقوم بمواجهة شخص لشخص، وجيشها النظامي لن يواجه كتائب القسام في حرب شوارع على الأرض الفلسطينية مع مقاومين لديهم عقيدة وقدرة وإرادة على القتال أكثر من الجيش الإسرائيلي الذي يقوم بمهمات مدعومة بتكنولوجيا وطيران وإستخبارات وصواريخ ودبابات”.
وأشار إلى أن “ربط الموضوع بجبهة لبنان يتوقف على تطور جبهة غزة، وكيف ستكون ردة الفعل لدى حزب الله والمحور الإيراني، والمؤشرات حتى الآن لا تقول أن هذا المحور سيأخذ قراراً فجائياً بالدخول بحرب شاملة، لأن هذا الأمر بحاجة إلى حسابات دقيقة والكلام المعلن يقول أن حزب الله سيدافع ولن يبادر”.
ولفت إلى أن “ما كنا نحلله عن الكلام المحتمل للسيد حسن نصر الله في الأمس سيتغير ويُعدل بعد تطور المعركة، ولا شك أنه سيكون عالي النبرة، ولكن حتى لو كانت لديه نية الدخول في المعركة لن يتناول ذلك، وسيتهم الولايات المتحدة بالتدخل وسيتحدث بإسم المحور، فهو ليس فقط أداة بيد إيران، إنما شريك أساسي، أما إستهداف القواعد الأميركية فقد يكون ممكناً على شكل رسائل فيها نوع من إثبات الوجود ضمن قواعد الإشتباك الإقليمية”.
وأضاف “الحل الديبلوماسي حالياً بعيد، فهذا زمن الحرب والكلام عن حل الدولتين كلام مبدئي، وليس من الضرورة أن تحصل إيران على ثمن من هذه الحرب، فالأمر متوقف على موقعها في الصراع”.
وأكد شربل أن “إسرائيل خسرت في 7 تشرين الأول معنوياً وعسكرياً، وبمقابل هذه الخسارة تشن حرباً كاملة، حرب إبادة على غزة، أما الوجود الأميركي في رأيي، له طابع ردعي تسعى من خلاله الولايات المتحدة الأميركية إلى منع وقوع حرب إقليمية، فالكلام عن عدم تورط إيران، هو كلام سياسي، وهي منخرطة فعلياً وتمول بالمباشر وبغير المباشر”.
وشدد على أن “اللبنانيين لا يريدون الحرب بأكثريتهم الساحقة، حتى الشيعة منهم الذين يقولون لا نريدها ولكن إن فرضت علينا ستندافع عن أنفسنا. أما إنقاذ لبنان فلا يكون على طريقة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يكتفي بوصفه للواقع فقط، فإذا أردنا إنقاذ لبنان، يجب إتخاذ قرار تاريخي بإرسال الجيش إلى الجنوب، كي لا تترك الحدود للمحور الذي يريد الحرب، فقرار السلم والحرب يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية ،وخطوة أرسال الجيش إلى الجنوب تحتاج إلى وفاق وطني وقامات وطنية كبيرة، وليس للمنظومة الموجودة، نحن وضعنا سيئ ولا نملك مقومات للصمود ولا قدرة لنا على إصلاح ما يتهدم، سيكون وضعنا كارثي”.
وكشف أن “إحتمالات الحرب واردة سواء بقرار من حزب الله أو بقرار إسرائيلي يهدف إلى إغتنام الفرصة لتصفية الحساب مع حزب الله، بعد أن يكون قد صفاه مع غزة، وعلى الناس أن تحتاط بالتخزين بالحد الأدنى”.
وأوضح أنه ” لا يمكننا فعلاً التكهن عن وضع القمة العربية التي ستعقد بعد 11 يوم من الآن، ولكن من المتوقع أن تأكد أولاً على المطالبة بوقف الحرب ووقف إطلاق النار، وعلى حل الدولتين، وقد تسترجع فكرة أساسية وهي إعادة تعريب القضية الفلسطينية، وسحبها من إيران، وهذا لمصلحة الفلسطينيين أولاً، فالخيار العسكري الذي تمارسه إيران وأذرعها لحل القضية الفلسطينية سيثبت على الارض قريباً مدى فعاليته من عدمها، وتحويل القضية الفلسطينية من قضية وطنية وعربية إلى قضية دينية هي من المآذق الكبيرة التي وقعت فيها هذه القضية، ولا أعتقد أننا سنشهد تدخلاً عسكرياً عربياً فحتى الآن لم تسحب الدول العربية سفراءها من إسرائيل”.
وإعتبر أن هذا النوع من العمليات التي تمارسه حماس لا يجوز إنسانياً عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين بالمطلق، ولكن هناك مشكلة حقيقية عند قوى التحرر، هو أن الصراع غير متكافئ مع المحتل وبالتالي تلجأ هذه القوى إلى عمليات من هذا القبيل كي تقوم بصدمة لدى العدو، وهذه مسالة محل نقاش في العالم، ولا يمكن وصف حماس بالحركة الإرهابية رغم تعرضها للمدنيين”.
وختم شربل بالإشارة إلى أنه “علينا إنتظار نتائج الحرب لمعرفة ما إذا كانت ستؤثر على شكل وجغرافية المنطقة، وقد يحصل تغيير بالنفوذ وبالأحجام فالصراع هو بين المحور الإيراني وباقي القوى التي تطالب بإعادة القضية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي، ومشروع وحدة الساحات، الذي يتجاوز الدول، هو مشروع سؤدي دائماً إلى المشاكل فهو يزعزع الإستقرار ويلغي الحدود وقد رأينا ما حل بلبنان سوريا العراق واليمن”.