رأى العميد المتقاعد شامل روكز أن “ما تقوم به إسرائيل اليوم يعبر عن سياسة إنتقام مما يدفع الفلسطينيين إلى التشبث بأرضهم أكثر فاكثر، معيدين إحياء القضية الفلسطينية بعد أن بدأت تتلاشى، وهم يقاتلون عن الدول العربية كافة”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال روكز: “الآلة العسكرية الإسرائيلية ضخمة جداً، دمرت ما دمرت، والآن أنتهت من إجتياح الأرض المفتوحة ووصلت إلى الأحياء الداخلية”.
وتابع “لقد قسّموا غزة إلى مربعات، ولكنهم لن يستطيعوا الدخول إلى المباني، فما عليهم فعله صعب جداً في مواجهة الجهوزية الفلسطينية والمعنويات العالية التي تفوق المعنويات الإسرائيلية، وعندما حاول الجيش الإسرائيلي التوغل تحت الأرض لم يوفق لأن وضع حماس تحت الأرض متقدم جداً، لقد صعّبت إسرائيل المهمة على نفسها عندما وضعت أهدافاً للعملية كإستعادة الأسرى وتدمير غزة وسحق حماس، ولم تحقق أي هدف منها حتى الآن”.
وأضاف “هناك مدينة تحت الأرض يعيش فيها مقاتلو حماس يجهل الإسرائيليون منافذها، والدمار غطى مداخلها أكثر فاكثر فأصبح من الصعب على الإسرائيلي الدخول”.
وفي مقارنة مع تجربة الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد الفلسطيني قال روكز: “واجه الجيش اللبناني بنى تحتية فلسطينية مشابهة لوضع غزة، علماً أن الحرب لم تكن ضد الشعب الفلسطيني، إنما ضد منظمة فتح الإسلام، كانت حرب صعبة ومكلفة على الجيش اللبناني. وبالمقارنة، غزة أكبر بكثير من نهر البارد، والبيئة ليست حاضنة للجيش الإسرائيلي على عكس ما كانت عليه في لبنان، إضافة إلى الرأي العام العالمي الذي بدأ يتراجع عن دعمه المطلق لإسرائيل أمام الفظائع التي ترتكبها بحق المدنيين والأطفال، مما يرجح فرصة طلب وقف إطلاق النار، والجيش اللبناني يحترم الوضع الإنساني، ونحن لا نطلق على المسلحين في حال إختبؤوا بين الأطفال والمدنيين، فقتالنا كان لكسب الحق والقانون وليس لمجرد القتل”.
وأمل أن “يكون هناك جو عربي داعم لغزة ولوقف آلة الحرب فيها، لا يجب السكوت عن منع دخول المساعدات وعن قطع الإنترنات والإتصالات”.
وإعتبر أنه من الواجب أن “تحافظ المعركة على وجهها الفلسطيني، من دون فتح جبهات أخرى حتى لا تتوجه الأنظار عن فلسطين، ولكن إذا أراد نتنياهو شنّ حرب إستباقية على لبنان، لابد من المواجهة”.
وأكمل “حزب الله موجود بالمعركة ضمن الحدود المقبولة، وإطلالة السيد حسن نصر الله نهار الجمعة القادم هي لتوضيح الأمور ولوضع خارطة طريق، والإنتصار الفلسطينيين سيحولهم من شعب شتات إلى شعب عودة، أما إنهزامهم سيوزعهم على دول الشتات كمصر والأردن ولبنان”.
وكشف أن “حزب الله هو الإحتياط الإستراتيجي لمحور المقاومة، لذلك سيُترك تدخله للنهاية، لأنه بتدخله ستندلع حرب إقليمية، وقناعتي تقول أن إسرائيل لن تنتصر، وحتى الآن وسّع حزب الله قواعد الإشتباك ولكن الحرب لا تزال خفيفة نسبياً”.
وأكد أنه “في حال حصلت مواجهة مع إسرائيل لا بد للجيش اللبناني من التدخل، وأنا أتمنى أن يكون الجيش اللبناني متضامن خاصة وأن لقائد الجيش مهمة مقدسة هي إبعاد الجيش عن البزارات السياسية، ولا بد من البحث عن طريقة قانونية لملئ الفراغات في المراكز، وتعيين رئيس للأركان كي يتمرس على القيادة مع قائد الجيش جوزاف عون في حال تعثر التجديد له، الموضوع موضوع قيادات وليس محسوبيات وعلى قائد الجيش قيادة لبنان للخروج من هذه الأزمة”.
وختم العميد روكز بتمنيه أن “تصل القضية الفلسطينية إلى حقها، ويحصل حل عادل وشامل للشعب الفلسطيني يثبته في أرضه، كي يحل السلام في منطقة الشرق الأوسط”.