عن سبَّابة السيّد
عادَت فلسطين إلى أحلام العرب. نجحت المقاومة من جديد في توحيد الشعوب العربية على وعدِها. لم يَعُد المسجد الأقصى إسلاميًّا. صارَ مسيحيًّا أيضًا. لم تعُد كنيسة القيامة مسيحية فقط. صارت إسلاميّة أيضًا. الأقصى يقيم القداديس وكنيسة القيامة ترفع الأذان.
الآن عرفنا لماذا أُحرِقَت مليارات الدولارات لنزع صورة السيّد حسن نصرالله من بيوت العرب. العالم “الحرّ” ترعبه الصورة. يخاف أن تحرّر الصورةُ وحدها فلسطين. سبق السيف العذل. انتصرتِ الصورَة.
لبُّ المسألَة. إسرائيل على دربِ الهَزيمَة. باستطاعتِها صَلب المسيح ألف مرَّة كلّ يوم فوق الجلجثَة. ما عاد باستطاعَتِها أن تُخفي أنَّ فلسطين تدحرجُ الحجر. كأني بالمسيح يقول لها سأعطيكِ كلَّ شيء إلا أن تصعَدي إلى ملكوتِ الله جسدًا ممجّدًا مثلي. ستكونينَ ممجّدَة من قبرِكِ المؤقَّت إلى قيامتِكِ الدائمة. في المقاومة طفٌّ وجلجثة. ولذلك نحن ومع ملايين العرب مسيحيين ومسلمين نرى في المقاومة تحقيقًا للقيم التي عبّرت عنها المسيحية والإسلام. ولذلك ليس لنا سواها لتنقلنا من الهزائم إلى الإنتصارات.
من كان يظنُّ أنَّ دولة العناكِب واهية إلى هذه الدرجة؟ من كانَ يظنُّ أنَّ الدمَّ سينتصر على السيف. أكثرُنا إيمانًا كانَ يظنُّ أنَّ زمن الإنتصارات الإلهية يسكن فقط في سُوَرِ القرآن وآيات الإنجيل. استحضَرَته المقاومة ونقلته إلينا. نحن في زمنِ انتصار الإنجيل على يهوذا والقرآن على أبي رغال بعد مئات السنوات. نحن في زمن صناعة التاريخ على وقعِ حركة سبابَة.
يستطيع العالم كلّه أن يقول أنَّ المقاومة إرهاب لكنه يعرف أننا لا نصدّق ذلك. يخاف العالم من تصديقِنا لوعد المقاومة. الوعد الصّادِق. هو يعرف أنه لا يمكن لأي قوة في العالم أن تنتصِر على نعلِ مقاوِم واحد بات اقوى من ألف حاملة طائرات.
أن نقف إلى الجانب الصحيح من التاريخ. هذا هو الجوهر. ما تبقّى ضَجيج. ما تبقّى أقزام هزيلة. قال المسيح قَد كَلَّمتُكُم بهذا ليَكونَ لَكُمْ فِيَّ سَلام. فِي العالَم سيكون لَكُم ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ العَالَم. في زمن الضيق هذا نثق أننا سنغلبُ العالَم.
لقد أعادَتنا المقاومة إلى الإسلام بعد أن خان الإسلامَ مسلمون كثُر. إلى زمن المسيحيَّة بعد أن خانَ المسيحيةَ مسيحيون كثُر. انتصرت معها الكتب السماويَّة بعد ان كثُرَ الكَتبَةُ والمأجورون. ماتت الأكذوبة بأنَّ إسرائيل المطبَّعُ معها صارت في جسمِنا العربي والإسلامي سرطانًا كامنًا يجب الاستسلام له. يتمّ راهناً استئصال السرطان من جسمنا القومي. هذه حقيقة مرعبة لإسرائيل. باتَ عليها أن تفتّشَ عن أقرَب مقبرَة تدفنُ فيها دولتَها.
مع المقاومة صارَت الأحلام ممكنة. مفاتيح بيوت فلسطين التي عذَّبها الصّدأُ وتآكلها انتظار السنين رطّبَت ظمأَها سبابَة. أن تتحدى سبابةٌ واحدةٌ جيوشًا جرّارَةً يدلُّ كم أنَّ الحقَّ بحاجة إلى القوة وكم أنَّ قوة الحق أقوى من حقّ القوة. المقاومة المسلحة هي قوة الحق وهذا يفسّر اتِّحادَ الحرية بالمقاومة والمقاومة بالحرية.
أيها المسيحيون والمسلمون في العالم. مع المقاومة أنتم على الجانب الصحيح من التاريخ. هَا أَنا مَعَكُم كُلَّ الأَيَّامِ إلى انقِضاءِ الدَّهر قال المسيح. قبل انقضاء الدّهر هو معنا ايضًا. علينا فقط أن نحمل العصا نفسها التي حطّم بها أكشاك تجّار الهيكل. قومٌ يكونون من بَعدِكم يؤمنون بي ولم يروني قال الرسول الأكرم. علينا فقط أن نراه في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. أي قوةٍ في هذا العالم يمكن أن تسلبَ منا مسيحيين ومسلمين هذا اللقاء؟
المقاومة مزوّدة بهذه بالعصا. لذلك يستثمر تجّار الهيكل المليارات لنزع صورة السيد نصرالله. بدأ العالم العربي والإسلامي بعد طوفان الأقصى يرى المقاومة خارج الطوائف والمذاهب والفِرَق. عادت إلى شعوبه المناعة ومعها ستعود صور سيّد المقاومة الى بيوت العرب.
قال المسيح لاَ يَقدِرُ أحَدٌ أَن يَخدِمَ سَيِّدَينِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الوَاحِد وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلازِمَ الوَاحِدَ وَيَحتَقِرَ الآخَر. لاَ تَقْدِرونَ أَنْ تَخدِموا اللهَ وَالمَال. من يفعل ذلك يقتل ألف محمد الدرَّة كلّ يوم. يقتله بالمال الحرام. يكفي أن تقفوا إلى جانب سبابة تتحرك بالاتجاه الصحيح لتكونوا على الجانب الصحيح من التاريخ.
“ليبانون ديبايت”- بقلم روني ألفا