معركة مفصلية وغير مسبوقة… ماذا ينتظر لبنان
يرى رئيس الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب في حديث إلى “ليبانون يبايت” أن ما يحصل هو إبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني ضد إهالي غزة بدعم أميركي أطلسي، وتواطؤ رجعي عربي من الدول التي طبعت العلاقات مع هذا الكيان.
وحرب الإبادة هذه تندرج وفق نظرته ضمن خريطة الشرق الأوسط الجديدة التي عرضها نتنياهو أمام الأمم المتّحدة وأمام العالم بأسره، عندما عرض هذه الخريطة قام بإلغاء ما يسمّى حل الدولتين وهذا يؤكّد جذرية المشروع وخطورته، ليس على صعيد فلسطين فحسب بل على صعيد المنطقة ككل بما فيها لبنان.
ويلفت إلى أن هذا الأمر يؤكد عليه التصعيد غير المسبوقة في غزة والضفة وحتى في الجنوب حيث لا يزال يحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر، ونهب الثروة المائية والنفطية، بكل الطرق والوسائل، وما يحصل مذبحة بحق الشعب الفلسطيني، هذا يدين الأنظمة التي تشاهد ما يحصل ولا تحرّك ساكناً، حيث لم يتدخّل أي نظام عربي لوقف هذا العدوان لا ملك أو رئيس بل فقط الشعوب العربية والعالمية تنتفض بالشارع، وهذا يدل على أن الشعوب العربية في مكان وأنظمتها في مكان آخر والتي يمكن وصفها بالمتواطئة مع العدو.
ويضيئ على الجانب الآخر المشرق والمتمثّل ببطولات يتمّ تسطّرها من قبل الشعب الفلسطيني ومقاومته، فما يحصل هو معركة مفصلية، غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ويكشف أن العمل كان في إتجاه تصفية القضية الفلسطينية لكن ما حصل أنها أصبحت القضية رقم 1 في العالم والقضية المركزية التي تصدرت المشهد السياسي الدولي والعربي ودخلت إلى كل منزل.
وهذا برأيه يعود إلى صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الأسطورية اليوم أمام آلة حرب أطلسية صهيونية، فهذه المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني سيكون لها تأثير حاسم على صعيد إسقاط القضية الفلسطينية، فالمعركة أنهت هذا المخطط وكل مشاريع التطبيع التي جرت فلن يسلم أحد من المطبّعين إذا استمروا بهذه السياسة.
ويشبّه ما يحصل في الدول العربية بما حصل خلال التظاهرات التي خرجت من أجل لقمة العيش واليوم باتت تحمل القضيتين معاً.
ويؤكد أن لبنان أيضاً مستهدف لا سيّما في ظل التهديدات له بالاختفاء، وما التحذير لمقاومته من التدخل فيما يحصل بغزة إلا للإستفراد بحماس والمقاومة هناك ليعودوا ويستفردوا بالمقاومة في لبنان بمختلف تياراتها.
ويحذّر من سياسة القضم التي يمارسها العدو في غزة واحتمال انتقالها إلى لبنان في المستقبل، وبالتالي المعركة مفتوحة وشاملة وبخطط مدروسة، لذلك تحتاج مواجهتها إلى خطة عربية مدروسة وشاملة وبالتدريج أيضاً.
ويشير إلى الأساطيل التي دخلت المتوسط لحماية إسرائيل فهي تريد حماية مصالحها وممراتها لذلك تكرس إسرائيل الكيان الأقوى في المنطقة.
ويؤكد أن الحزب الشيوعي اللبناني على جهوزية تامّة لمواجهة أي عدوان ولكن على الدولة أن تتحمّل مسؤوليتها وتتحول إلى دولة مقاومة رغم عدم تسليح جيشها فلا خيار أمام لبنان في ظل ما يحصل إلا المقاومة، بدون تلزيم هذه المقاومة لحزب معيّن فالشعب كلّه يقاوم بدون احتكار فضريبة الدم يجب أن توزع على الجميع والنائج كذلك.
وكحزب عابر للطوائف فإن مقاومته من كل لبنان ولكل لبنان وفائدة المقاومة هي للبنان على حد تعبيره.