الاحتمالات مفتوحة”… والخطاب “المنتظر” لم يقدِّم “الجواب الشافي”

على الرغم من أن بعض القراءات الأولية لمضمون خطاب الأمين العام للسيد حسن نصرالله، لم تأتِ على حجم التوقعات التي ازدحمت في الساعات القليلة التي سبقت إطلالته، خصوصاً لجهة “التعبئة الإعلامية” غير المسبوقة التي عبّرت عنها الأفلام الدعائية القصيرة التي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، فإن مصادر سياسية مطّلعة، وجدت أن الأمين العام، لم يخرج عن مسار الغموض والإلتباس في الموقف المعتمد للحزب إزاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك على الرغم من أنه في بعض أجزائه، ربط التصعيد في الجنوب بأي خطوة إسرائيلية في غزة أولاً، وفي جنوب لبنان ثانياً.

وبذلك، رأت المصادر المطلعة، أن الخطاب “المنتظر”، لم يحمل جديداً بالنسبة للداخل كما للخارج، حيث قالت هذه المصادر أن اعتبار السيد نصر الله، أن لبنان دخل في الحرب، لم يقدِّم “الجواب الشافي” لكلٍ من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، حول احتمال تصاعد الجبهة الجنوبية، مع العلم أن التعهّد باستمرار دخول مقاتلين فلسطينيين إلى الجنوب لتنفيذ عمليات عسكرية على الحدود مع إسرائيل، قد وجدت فيه المصادر المطلعة، نوعاً من “الرسالة” الموجّهة إلى الفلسطينيين أولاً، كما إلى اللبنانيين ثانياً، وإلى الإسرائيليين والأميركيين ثالثاً.

وعن رسم الأمين العام لحدود انخراط “حزب الله” في الحرب الدائرة، رأت المصادر المطلعة نفسها، أن الحديث عن “احتمالات مفتوحة”، بمعنى أن المشهد الجنوبي سيبقى على حاله، على الأقل في المرحلة الحالية، كما أن التركيز يميل إلى الضغط بكل الوسائل الممكنة، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بالدرجة الأولى، ثم العمل على تأمين الظروف من أجل انتصار حركة “حماس” ومنع إسرائيل من تحقيق هدفها المعلن بتدمير “حماس”.

ورداً على السؤال المطروح بقوة حول أي دور للحزب في عملية “طوفان الأقصى”، وإعلان السيد نصرالله بأن الحزب لم يكن على علمٍ بها ولم يشارك فيها، وكذلك الأمر بالنسبة لإيران، اعتبرت المصادر أن هذا الإعلان موجّه إلى واشنطن لجهة تحييد لبنان وأيران عن “طوفان الأقصى”، لكنه، وفي الوقت نفسه، قد ركّز لاحقاً على الردّ المباشر على الحشود العسكرية الأميركية في المنطقة، وذلك على مستوى التهديد بضرب المصالح الأميركية عبر أكثر من جبهة، ومن قبل المقاومة في العراق واليمن.

ليبانون ديبايت

Exit mobile version