فادي عيد – “الديار”
يجزم نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي، بأن ما طلبه وانتظره من خطاب الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، هو “ما انتظره للبنان وما انتظره لفلسطين، بمعنى إعطاء الأولوية لقضية فلسطين عبر دعم قضية غزة وتوحيد الساحات تحت عنوان فلسطين، لأن فلسطين والعدوان على غزة، هو العنوان الذي يجمع الناس ليس على مستوى المنطقة فحسب، إنما على مستوى العالم”. ويؤكد الرئيس الفرزلي لـ “الديار”، أن “السيد نصرالله شدّد على هذه النقطة بصورة رئيسية، واعتبر أن وحدة الساحات الداعمة، سواء في اليمن أو في سوريا أو في العراق أو في لبنان، هي ساحات مساندة، وهذا ما هو المطلوب بطريقة تؤدي الى لضغط على الكيان عبر إشغال قواته لتحقيق هدفين: الأول وقف إطلاق النار، والثاني أن تخرج المقاومة منتصرة في فلسطين”.
وفي الوقت عينه، يضيف الفرزلي، أن “الخطاب حمل الرسالة المطلوبة لجهة إعلام العدو، إمّا على مستوى الجهوزية على الجبهة الشمالية في إسرائيل والتي قد تتّجه صعوداً إن لم يتوقف إطلاق النار، وإن ذهبت الأحداث إلى مكان آخر، ستنعكس سلباً في نهاية الأمر على لبنان والأردن وعلى سوريا، لذلك، فإن هذا الخطاب كان في موقعه الطبيعي، بدقة متناهية، إلا إذا كنت أنا من الذين يطالبون بأن يفتح الجبهة على مصراعيها، وهذا الأمر لن يؤدي إلى إيقاف الغارات على غزة وإيقاف عملية إعدام الأطفال، لأن إيقاف الحملات على غزة عبر الطيران أمر قائم سواء فُتحت الجبهة على مصراعيها أو كانت على الطريقة التي هي الآن، لذلك، كان هذا الخطاب آخذاً بعين الاعتبار مصالح لبنان العليا، ومصالح فلسطين”.
وعن المتوقع لبنانياً بعد خطاب السيد نصرالله، رأى الرئيس الفرزلي، أنه “علينا الانتظار لمتابعة كيفية تطوّر العمليات العسكرية على الساحة الفلسطينية لأن الواقع اللبناني مرتبط ارتباطاً مباشراً بالساحة الفلسطينية”.
وحول ما إذا كنا أمام مرحلة جديدة يكون لبنان فيها محيّداً بعد هذا الخطاب، شدّد الفرزلي على أن “لبنان ليس محيّداً، فالجبهة المفتوحة في الجنوب هي جبهة فعلية، مع كل ما تحمله الكلمة من معنى، فيها شهداء وضرب عتاد للعدو، وفيها قصف قرى وفيها نيران مشتعلة، ولكن تطوّر العمليات العسكرية أمر تحت الضبط لأن هناك حرصاً على مصلحة لبنان”.
هل هذا يعني أنك تستبعد نشوب حرب مع لبنان؟ عن هذا السؤال، يجيب الفرزلي، بأن “الأمور مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكيفية تطوّر الأوضاع العسكرية، وهذا الأمر قاله السيد بشكل واضح، لأنه في حال نجحت إسرائيل في تهجير أهالي غزة، وفي الوقت عينه التهجير في الضفة الغربية سيقع، فإن دور لبنان سيأتي مباشرة بعدها، لذلك، هم لن ينتظروا لأن تصل الأمور إلى لبنان، وما نتمناه الآن أن نساهم عبر الضغط في جبهتنا وعبر الإعلام والاتصالات والمواقف لوقف إطلاق النار”.
وعمّا يُحكى أن استهداف السيد نصرالله للولايات المتحدة الأميركية، هو لتحييد لبنان عما يحصل، رأى الرئيس الفرزلي، أن “العكس هو الصحيح والسليم، بمعنى أن ساحات المقاومة هي ساحات مساندة، والموقف الأميركي لإسرائيل هو موقف مساند، هنا القوى المساندة أمام بعضها بعضا، فالمعركة الأساسية هي معركة فلسطينية”.
وعما يحكى عن أن السيد نصرالله لم يتحدث عن حلّ الدولتين، رأى الفرزلي أن “هكذا موضوع غير مطلوب الحديث فيه من قبل السيد، لأن هذا الأمر يخصّ الجانب الفلسطيني، هناك بعض الناس في المنطقة ككل كانوا يطالبون بأن ينجرّ السيد وراء الهوبرات باتجاه أخذ لبنان إلى حرب مفتوحة كي تمارس إسرائيل ما تمارسه في غزة من قصف للبيوت والعمران والمؤسسات العامة، وضرب البيئة الحاضنة الداعمة للسيد بهدف تدميرها تدميراً كاملاً، كي يدفع حزب الله ثمن ذلك في السياسة في الداخل اللبناني، هذا الأمر فوّت عليهم الفرصة، فأصيبوا بهستيريا غير مفهومة ولا تتمشى مع مصلحة لبنان العليا أبداً، فمن كانوا ينادون بتحييد لبنان، هم أنفسهم نادوا بضرورة أن يأخذ السيد لبنان مباشرة إلى الحرب المفتوحة”.