محطة حاسمة تحدّد نتيجة الحرب… ومصير نتنياهو

مما لا شك فيه أن الحرب الإسرائيلية المدمّرة على غزة دخلت مرحلةً جديدة بعدما عمدت إسرائيل إلى قطع الإنترنت والإتصالات عن القطاع، ومطالبة أحد الوزراء الإسرائيليين إلى قصف غزة بقنبلة نووية، وذلك بالتوازي مع استمرار التهديدات للبنان بشكل متواصل عبر القنوات الديبلوماسية والموفدين الغربيين الذين يزورون بيروت في الآونة الأخيرة، منبّهين من خطر امتداد شرارة الحرب إلى لبنان، الذي تفاقم بعد جريمة عيناتا وسقوط 4 شهداء بينهم 3 أطفال، إثر قصف إسرائيل للسيارة التي كانوا فيها.

وعند هذا المستوى، بات مؤكداً بأن لبنان لن يكون قادراً على البقاء محيّداً عن حرب غزة، في ضوء ما يكشفه مصدر وزاري سابق، رغم كل المحاولات الإيرانية لحماية البنية التحتية لـ”حزب الله” أولاً، وبعدما تحقّق الهدف الذي يرمي إليه الحزب وهو إجبار العدو الإسرائيلي على تشتيت قواته على جبهتي غزة والجنوب اللبناني.

وإذا كان القصف تجاوز مناطق القرار 1701 وخرق قواعد الإشتباك، فإن المصدر الوزاري يلاحظ، أنه عندما تحين ساعة الصفر، فإن الأوضاع ستتغيّر والمسار هو رهن التطوّرات. أضف إلى ذلك فإن الردّ مقابل الردّ، يبقى الإطار الذي يحدِّد طبيعة المواجهات، وإن توسّعت قليلاً رقعة العمليات، حيث أن الأساس يبقى تحقيق الأهداف المرسومة من أي عملية على امتداد الشريط الحدودي، حيث يتحدث المصدر الوزاري السابق، عن أن ما نُفِّذ من عمليات، قد دفع نحو إجلاء 122 ألف نسمة من مستعمراتها الحدودية وعلى عمق 5 كيلومترات.

ومن ضمن هذا السياق، يتحدث المصدر الوزاري عينه، عن حسابات مختلفة لجبهة لبنان عن باقي جبهات المحور الإيراني، حيث أن أي تطوّر في غزة سينسحب حكماً بمفاعيله على الساحة اللبنانية، وذلك، سواء كان التطوّرعسكرياً أم سياسياً، وبالتالي، فإن إحباط خطة بنيامين نتنياهو التي أعلنها منذ نحو شهر، قد نجح حتى الساعة، إنطلاقاً من العجز عن وقف إطلاق الصواريخ من غزة أولاً، ومن سقوط خطة “الترانسفير” باتجاه سيناء ثانياً، وفشل تحرير الأسرى لدى حركة “حماس” ثالثاً.

قياساً على التجارب السابقة من الحروب مع إسرائيل، فإن ما من سبيل للجم الإعتداءات الإسرائيلية في غزة أو في لبنان، من دون أي أفق سياسي، وقد يكون هذه المرة محدداً بملف الأسرى، مع العلم أن التفاهم السياسي أو التسوية، هو الخطوة التي تأتي في اليوم التالي على وقف النار، ولذلك، يرى المصدر الوزاري السابق، أن إسرائيل التي تجاوزت كل حروبها السابقة من حيث الإجرام بحق الأطفال والصحافيين والمسعفين بالدرجة الأولى، تواجه مأزقاً من حيث عدم قدرتها على تحقيق انتصار ولو بالحد الأدنى لردّ اعتبار جيشها، وهي لن توافق على أي وقف للنار إلاّ بعد إعلانها عن احتلال ولو منطقة في غزة، رغم كل الأكلاف الباهظة التي ستدفعها والدم الفلسطيني الذي ستهدره، وهو ما يجعل من المرحلة المقبلة، محطةً مصيرية ستحدّد ليس فقط نتيجة الحرب، إنما مصير بنيامين نتنياهو.

ليبانون ديبايت

Exit mobile version