وحده الرب، يعلم إلى أين سيتدحرج الوضع في لبنان، وما إذا كنا سنخوض حرباً شرسة مع إسرائيل التي يبدو أنها لا تريد سلاماً، خصوصاً بعد الجريمة النكراء التي قامت بها في الجنوب بقتل ثلاثة أطفال وجدتهم، الأمر الذي استدعى رداً فورياً من “حزب الله” لم ينتهِ بعد.
مصادر مطلعة، توقعت استمرار التصعيد الإسرائيلي في كلٍ من غزة ولبنان بشكلٍ كبير خلال الأيام المقبلة، وذلك استباقاً للقمة العربية المقررة السبت المقبل، والتي ستفرض وقفاً لإطلاق النار.
وإذا صحّ ما ذُكر فهذا يعني أن الحرب على لبنان قائمة بصرف النظر عن توقيتها، والإستعداد لها لا بدّ أن يتم على كافة المستويات، ليس فقط من خلال خطة الطوارئ التي وضعتها حكومة تصريف الأعمال، والتي لغاية اللحظة لم تنجح في تأمين التمويل اللازم لها، بل من خلال الإستعداد عسكرياً لهذه الحرب المحتملة جداً.
وهنا لا بدّ من التطرق لما يفعله الحزب على جبهة الجنوب، وانقسام البلد عامودياً بين مؤيدٍ ومعارض، ما يجعل لبنان في حالة ضعف على المستويين الدبلوماسي والسياسي.
من يظن أن العدو الإسرائيلي لا يتابع تفاصيل الوضع في لبنان فهو مخطىء، ومن يعتقد أن إسرائيل لا تتّكل على انقسام اللبنانيين واختلافهم فهو واهن، فقد بدا واضحاً أن إسرائيل تواصل اعتداءاتها على لبنان، مستغلةّ استسلام البعض مسبقاً وإعلانهم أن لبنان لا يحتمل الحرب وأن البلاد والعباد لا يريدونها على أساس أن عواقبها ستكون وخيمة.
ما يصبّ في صالح إسرائيل أيضاً هو عدم وجود حاضنة شعبية للمقاومة اللبنانية بوجه العدو الإسرائيلي، والمقاومة هنا ليست مرتبطة ب”حزب الله” وحده بل بجميع الأحزاب والمكوّنات اللبنانية وفي طليعتها الجيش اللبناني المعنيّ الأول بالدفاع عن لبنان.
صحيحٌ أن لبنان لا يحتمل الحرب نظراً لما يمرّ به من أوضاع مزرية على عدة مستويات، لكن يجب أن لا يؤثر ذلك على حق لبنان بالدفاع عن نفسه عند وقوع الحرب، بل يجب دعم كل المقاومات التي ستواجه هذا العدو المجرم بعيداً عن الحسابات السياسية والأجندات الخارجية.
ليبانون ديبايت