أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الشيخ صادق النابلسي أن “إستمرار المعركة هو جزء من المشهد القادم ولا إحتمالات لهدنة إنسانية رغم الضغوط الأميركية في ظل الشروط الإسرائيلية التي تطالب بوقف العمليات العسكرية على الجبهة اللبنانية “.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج وجهة نظر قال الشيخ النابلسي: “حتى هذه اللحظة يؤكد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن تحركه مرتبط بوقف العدوان على غزة، وإذا كان المراد من توقف العمليات العسكرية على جبهة لبنان إراحة إسرائيل فهذا غير وارد”.
وتابع، “نحن في بداية الحرب، وكل ما نعرفه عن إسرائيل القديمة تغير، وسنواجه أياماً من الجحيم إذا إستمر العدوان على غزة أو تم الإعتداء على لبنان، وفي رأيي لم تستخدم المقاومة إلاّ جزءاً بسيطاً من طاقتها”.
ولفت إلى أن “خطاب السيد حسن لم يكن موجّهاً فقط للعدو الإسرائيلي، إنما كان موجهاً أيضاً للأميركي وأسطوله، فلا يمكن أن تبقى أميركا بمنئ عن الهجمات في حال لم توقف العدوان، فليس فقط حزب الله من سيتحرك إنما جبهة المقاومة بكأملها والمواجهة ستكون مفتوحة”.
وشدد على أن “الأساطيل أتت لحماية إسرائيل ومصالح الدول الغربية في المنطقة، وهي تريد أن تقضي على المقاومة في غزة وفي لبنان لذلك تدخل المقاومة على جبهة لبنان فيه مصلحة وطنية”.
وأضاف ،”أميركا تتعامل معنا بغرورها المعتاد، ففي رأيها شعوب المنطقة وقواها مجرد مسامير تحت مطرقتها، وعليها أن تقر بأن ما يحصل في المنطقة فيه تغيير في موازين القوى، وعليها أيضاً أن تعتبر من هزائمها في العراق وفي أفغانستان”.
وأشار إلى أن “لحزب الله القدرة على إيذاء أميركا إذا قررت توسيع رقعة الحرب، وهي ستهزم حتماً، علماً أنها هي من دفع إسرائيل لمواصلة العدوان حتى تحقيق الأهداف”.
وأكد أن “إيران منخرطة في هذه الحرب، فهي من دعم وسلح وساند في السياسة، وهي قدمت للقضية الفلسطينية أكثر مما قدمه العرب، فكل دولة عربية لم تطلق رصاصة على إسرائيل هي مدانة، والمعركة اليوم تخص الأمة بأكملها، فلا يمكن أن يبقى الكيان الإسرائيلي على قيد الحياة، يجب إزالته”.
وأوضح أن “حزب الله لم يظهر إلاّ جزءاً بسيطًا من جبل النار الذي يملكه، فإن دخل المعركة لن يبقى في إسرائيل حجراً على حجر والمواجهة الكبرى مع قوى المقاومة هي أقصر طريق نحو الإنتحار”.
وإعتبر أن “ما يحصل اليوم هو تحالف عربي- غربي لإنقاذ إسرائيل، وإلاّ كيف يفسر إسقاط الأردن للصواريخ التي إنطلقت من العراق علماً أن الصواريخ التي تنهمر على رؤوس أطفال غزة تستقدم عبر مطارات عربية”.
وكشف أن “الرأي العام العالمي بدأ يتغير بعد أن إكتشف أن حكوماته تورطه بحروب ضد الإنسانية، وفي حال إنتصرت المقاومة في غزة ستسقط عروش ودول ممن تآمروا على القضية الفلسطينية، أما في لبنان فسيسرّع ذلك في عملية التفاهم بين اللبنانيين، وسينتخب رئيس وقد يعيد الإنتصار بعض التوازن إلى عقول المسؤولين”.
وختم الشيخ النابلسي بالقول:”أتمنى أن أصلي يوماً خلف سماحة السيد حسن في القدس، وأتمنى أن تفتح الحدود مع فلسطين على مصرعيها،ِ كي يدخل الحجاج فيصلي المسلمون في الأقصى والمسيحيون في كنيسة القيامة وكنيسة المهد”.