أرخت الحرب الإسرائيلية على غزة وتردداتها على لبنان والمواجهات الأخيرة على الجبهة الجنوبية، بظلالٍ ثقيلة على المشهد الإقتصادي، الذي كان قد سجّل بداية تعافٍ ولو بنسبة محدودة بعد الإنهيار المالي في العام 2019، حيث أن الإقتصاد دخل مدار الحرب المدمرة وإن كانت الحرب ما زالت محصورةً جغرافياً عند المناطق الحدودية. ويصف الخبير والمحلل الإقتصادي ميشال قزح، هذه الحالة بـ”الحرب الإقتصادية غير المباشرة” والتي يكون فيها العامل النفسي هو الذي يقوم بمهمة تدمير كل القطاعات الإقتصادية عبر وقف حركتي الإستثمار والإستهلاك.
ويقول المحلل قزح في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إن المستثمرين في مجالات عدة، قد فرملوا مشاريعهم واستثماراتهم، وباتوا لا يتجرأون على إطلاق اي خطوات ذات طابع تطويري لأعمالهم، وذلك بعدما بعدما كانت الأشهر الماضية، قد شهدت نوعاً من الحركة اللافتة على صعيد السفر والسياحة والفنادق والمطاعم. ويشير قزح إلى أنه بعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة وانتشار الأخبار عن احتمال امتدادها إلى لبنان، تراجعت كل هذه الحركة إلى مستوى متدنٍ، فيما سادت حالة من الهلع لدى اللبنانيين الذين امتنعوا حتى عن الإستهلاك باستثناء استهلاك السلع الغذائية وبطريقة مدروسة.
وبنتيجة هذا التطورات، يضيف قزح، وصل الإقتصاد إلى واقعٍ يسمّى بالدمار الاقتصادي غير المباشر ومن دون حرب، حيث باتت الخسائر الإقتصادية تقدر بالمليارات في شهرٍ واحد، وإن كان لبنان لم يتعرض للعدوان أو للحرب ولم تُدمّر بنيته التحتية، مشيراً إلى أن الضحية الرئيسية والأولى لهذه الحرب والقطاع الأول الذي تدمّر هو قطاع المؤسسات السياحية.
وبرأي قزح، فإن الأزمة الإقتصادية طويلة، ولن تجد أي طريق للحل خلال أسابيع، بل قد تمتد لشهور عدة، وذلك رغم أنه من غير المتوقع حصول حرب في لبنان ودمار وقصف، إذ يتحدث قزح عن حرب نفسية تؤدي إلى آثارها كارثية وإلى موت إقتصادي بطيء، سيترجم بانتشار أجواء من اليأس، وهو ما ظهر بوضوح عبر حركة المطار التي تراجعت بنسبةٍ كبيرة، بعدما تخلى اللبنانيون عن السفر إلى الخارح إلاّ للضرورة، فيما ألغى اللبنايون في الخارج، حجوزاتهم لموسم أعياد الميلاد ورأس السنة، وإذا استمر الوضع الأمني على حاله، فإن موسم الصيف قد يصبح مهدداً.
ليبانون ديبايت