تتواصل الإتصالات الديبلوماسية من أجل “ضبط الوضع” عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، ومحاولة عدم تنامي الأعمال العسكرية هناك وفق المفهوم الأميركي، أو عمليات المقاومة وفق المفهوم اللبناني. لذا، تندرج زيارة وسيط الطاقة الأميركي عاموس هوكشتين، إلى بيروت ضمن هذا الحيّز.
ويبدو أن الولايات المتحدة تبحث عن وقفٍ لإطلاق النار عند الحدود الجنوبية بين “حزب الله” والعدو الإسرائيلي، بالتفاهم مع الحزب، وهو ما يفسِّر تصريح هوكشتين بأن “الولايات المتحدة لا تريد لما يحصل في غزة أن يتصاعد، ولا تريد له أن يتمدّد إلى لبنان”، مؤكداً أن “المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجةٍ عالية من الأهمية بالنسبة إلى الولايات المتحدة”.
عملياً، يزور هوكشتين بيروت مبعوثاً رسمياً من جانب إدارته، وقد أتت الزيارة منسّقة مع وزارة الخارجية الأميركية وإدارة البيت الأبيض بشكلٍ واضح. وفي حين أفصحت معلومات “ليبانون ديبايت” أنه كان يُخطّط لأن تحصل الزيارة من دون تغطية إعلامية، إلاّ أن الجانب اللبناني رفض هذا الطلب كي لا تُفسّر الزيارة في غير ما هي عليه.
ولا تتصل هذه الزيارة في الأساس بقضايا مرتبطة بوظيفة هوكشتين الأساسية كمبعوثٍ دولي لأمن الطاقة، أي أنها لا تتصل ولا بأي شكل من الأشكال بأسبابٍ لها علاقة بنتائج الحفر في “موقع قانا”، أو ترتبط بتأمين ضمانات أمنية لمصلحة الشركات العاملة في مجال إنتاج الغاز من البحر. كذلك، لا تتصل الزيارة بأيٍ من جوانب المفاوضات الجارية حول صفقة تبادل أسرى بين “حماس” و”إسرائيل”.
وبحسب معلومات “ليبانون ديبايت”، جاءت الزيارة ضمن خانة رغبة الولايات المتحدة الأميركية في إرساء ما يُسمّى “هدنة إنسانية” في قطاع غزة تستمر لأيام. وتُخطِّط الإدارة الأميركية أن تدوم هذه الهدنة وأن تتوسّع لتشمل أطرافاً أخرى، مع ضماناتٍ باحترامها من جميع الأطراف، وهذا بصرف النظر عن مدى جدية أو قدرة الولايات المتحدة في توفير إلتزامات من العدو الإسرائيلي.
وتؤكد معلومات “ليبانون ديبايت”، أن زيارة هوكشتين إلى بيروت في جزءٍ منها، تتصل بمدى توسيع “مشروع الهدنة” لتشمل الجبهة الشمالية (جنوب لبنان)، بحيث يستطيع أن يأخذ التزاماً من “حزب الله” بالتقيّد بوقفٍ لإطلاق النار يبدأ مع سريان مفاعيل وقف إطلاق النار في غزة.
من جهةٍ أخرى، أشارت المعلومات، إلى أن هوكشتين طلب في بيروت التوسّط لدى “حزب الله” من أجل إقناع قياديين لدى حركة “حماس” مقيمين في بيروت بالموافقة على الهدنة.
غير أن المعلومات لم تكن واضحة حيال موقف الحزب من الطرح، وهل هو في صدد السير بوقف لإطلاق النار أم لا، لكون أي قرار يُتّخذ على هذا الصعيد، لا بدّ أن تتوفر فيه شروط الموافقة الكاملة على مستوى غرفة العمليات المشتركة لقوى المقاومة. ويُشار إلى محاولة جرت سابقاً وتحديداً في بدايات عمليات المقاومة عند الحدود الجنوبية، إذ اقترحَ يومذاك وقفاً لإطلاق النار لم تتعامل معه المقاومة، وسرعان ما سقط.
وبحسب المقترح “غير الرسمي”، تطلب الولايات المتحدة هدنةً إنسانية في قطاع غزة وجنوب لبنان تستمر لغاية 3 أيام على الأقل، على أن تبدأ مطلع الأسبوع المقبل، أو في نهاية الأسبوع الحالي، ويلتزم خلالها الجميع وقفاً لإطلاق النار.
وكان هوكشتين قد جال على شخصيات رسمية في بيروت، من بينها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا.
ليبانون ديبايت