كواليس أوامر ح/م/ا/س السرية.. ماذا جرى فجر السابع من تشرين الأول؟

على الرغم من مرور 4 أسابيع على الهجوم المباغت الذي نفّذته حركة حماس يوم السابع من تشرين الاول الماضي في الداخل الإسرائيلي، إلا أن مجمل التفاصيل ما زالت مبهمة.

وكشف تقرير بريطاني جديد عن أن التعليمات كانت تملى على الآلاف من مقاتلي الحركة بشكل شفهي، وذلك ضمن سلسلة من إجراءات سرية صممت لخداع أحد أقوى أنظمة المراقبة في العالم، وتفادي شبكة جواسيسها، بحسب صحيفة “الغارديان”.


وأوضح التقرير أن قادة حماس وضعوا خطة لم يعلموا المقاتلين بها، إلى أن حان وقت التنفيذ، حيث صدرت الأوامر الأولى قبل الساعة الرابعة فجرا، وتوجب حينها على المعنيين حضور دورات تدريبية عادية. إلا أن اللافت في الأمر عدم حضور صلاة الفجر في المساجد كالمعتاد.

وبعد ساعات، أصدرت الحركة تعليمات جديدة، كانت واضحة ومفهومة، إلا أنها كانت بشكل شفهي أيضاً، مثل “أحضر أسلحتك والذخيرة التي تملك واجمعها في معالم محددة”.


كما لفت التقرير إلى أن صياغة خطة عملية “طوفان الأقصى”، تمت من قبل مجموعة من قادة حماس المخضرمين، حتى انتشرت التعليمات في كل أنحاء غزة بعد الفجر بساعات وبشكل متسلسل.


وأعطيت التعليمات أولاً لقادة الكتائب المكونة من 100 مقاتل أو أكثر، ثم لقادة الفصائل المكونة من 20 أو 30، والذين أخبروا قادة الفرق على رأس العشرات، الذين مروا بالكتائب. وكانت أولى التعليمات أن على المقاتلين الاندفاع عبر الفجوات التي سيتم تفجيرها وتحطيمها على السياج المحيط بغزة والذي تبلغ تكلفته مليار دولار، ثم مهاجمة الجنود الإسرائيليين على الجانب الآخر، وفقا لمصادر متعددة، بما في ذلك اجتماعات مع مسؤولي المخابرات الإسرائيلية، وخبراء، ومصادر لديها معرفة مباشرة بتقارير استجواب لمقاتلي حماس الذين تم أسرهم خلال الهجمات، والمواد التي نشرتها حماس و الجيش الإسرائيلي أيضاً.

ويرجع الخبراء أسباب نجاح العملية إلى أحد أهم العوامل، وهو العدد الهائل من الأشخاص، الذين تسللوا عبر السياج، حيث تحدثت بعض المصادر عن 3000 شخص، بما في ذلك أعضاء من حركة الجهاد، التي انضمت للعملية يومها دون أن يكون لها علم مسبق بها. كما تدفق مدنيون من غزة وسط الفوضى، وقد شجعتهم الاستجابة البطيئة للأمن الإسرائيلي.

خطة دقيقة بـ 3 مهام
وأوضحت الأوامر المكتوبة لوحدات حماس خطة دقيقة وضعها رجلان تعتقد إسرائيل أنهما المخططان الرئيسيان للهجوم: يحيى السنوار، القائد العام لحماس في القطاع ومحمد الضيف، قائد المنطقة العسكرية التابعة لحماس. كتائب القسام وفرق النخبة، حيث تم فيهما إعطاء كل وحدة هدفًا منفصلاً.

كذلك أشار التقرير إلى أن أوامرهم كانت في كثير من الأحيان مصحوبة بخرائط توضح تفاصيل الدفاعات والمواقع الرئيسية داخل أهدافهم بالاعتماد على معلومات مستمدة من بعض المتعاطفين العاملين في إسرائيل.


وتم إعطاء 3 مهام لوحدات مختلفة، حيث صدرت الأوامر للمجموعة الأولى بمهاجمة القواعد العسكرية الإسرائيلية التي تعاني من نقص الأفراد وغير المجهزة حول غزة واقتحم المنازل.

وصدرت أوامر لوحدات أخرى بالدفاع عن مواقعها ضد القوات العسكرية الإسرائيلية بمجرد قدومها عبر نصب كمائن على الطرق الرئيسية.

أما المجموعة الثالثة من الوحدات فكان دورها الاستيلاء على أكبر عدد ممكن من الأسرى وإحضارهم عبر الفجوات الموجودة في السياج حيث كانت فرق مخصصة تنتظر نقلهم إلى مجمع الأنفاق الضخم بغزة، حيث يُعتقد أن هذا هو المكان الذي يُحتجز فيه أكثر من 240 رهينة.

العربية

Exit mobile version