من طلال إرسلان لـ بن سلمان ون-ص-رالله
أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان أن “ما حصل في عملية طوفان الأقصى هو تحول كبير في موضوع القضية الفلسطينية، فقد أعاد وضعها على سكة البحث بعد أن كانت منسية لسنوات طويلة، وقد وضع قواعد جديدة للعب مع إسرائيل”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال أرسلان: “ما نراه اليوم من جرائم حرب وإستباحة لأبسط حقوق الإنسان، وما نراه من ردة فعل إسرائيلية على شعب غزة، يدل على النية الجرمية لإسرائيل في تعاطيها مع الشعب الفلسطيني ومع المنطقة بأسرها”.
ولفت إلى أنه “لا يمكن لأحد تصفية القضية الفلسطينية، وقد حاولت إسرائيل على مدى 75 سنة كل الوسائل الوحشية كي يسلم الشعب الفلسطيني بواقعه الأليم، ولم تنجح، والأجيال الفلسطينية المقاومة اليوم هي أجيال جديدة نشأت على التمسّك بقضيتها المحقة، وفي قناعتي سيفرض الميدان واقعه الجديد، إقليمياً ودولياً، بغض النظر عن حجم الخسائر بالأرواح والدمار”.
وتمنى أرسلان على القمة العربية التي ستعقد في الغد، وعلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن “يكون صارماً في الموضوع الفلسطيني، فلا يكفي التنديد والإستنكار، المطلوب مواقف جريئة ومحقة، وأن تكون إجرائية، فإسرائيل لا تفهم إلاّ بمنطق القوة”.
وتابع، “أسرائيل لا تريد سلاماً في المنطقة، والأداء الإسرائيلي هو مَن نسف المبادرات التي تؤدي إلى حل عادل وشامل، وإسرائيل لا تسعى لضرب حماس إنما لتهجير الشعب الفلسطيني، ولم يخجلوا حتى من القول، أن المطلوب تهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء، ولا حتى من بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وإحتلال المساكن الفلسطينية في وظل سكوت دولي وإقليمي”.
ورأى في القول أن “دعم حماس هو دعم لإيران، تغطية للجرائم التي ترتكبها إسرائيل، وإن كانت إيران تدعم تحرر الشعب الفلسطيني أو روسيا أو غيرها من الدول فهي مشكورة، فإسرائيل تشكل خطراً داهماً ليس فقط على الفلسطينيين، إنما لديها مشروع متكامل للمنطقة في لبنان وسوريا ومصر والأردن وحتى في السعودية ، ومقولة “الشرق الأوسط الجديد” و”الربيع العربي” تصب في هذا المشروع”.
وأضاف، “المقاومة تدافع عن لبنان في وجه مشروع إسرائيلي متكامل، لا أحد يسعى إلى الحرب، ولكن التعنت الإسرائيلي لا نعرف إلى أين يوصلنا، ونحن اليوم في موقع الردع والدفاع”.
وإعتبر أن “خطاب سماحة السيد حسن نصرالله كان إستراتيجياً، بعيد النظر، ورسائله واضحة شرقاً وغرباً، لقد أوضح أنه لا يريد الحرب، ولكن في الوقت عينه يرفض تصفية القضية الفلسطينية وتصفية شعب غزة”.
وأوضح أن “لبنان مهدد بشكل مباشر، ولكن توازن الردع الذي فرضته المقاومة على أرض الواقع، هو لصالحنا إستراتيجياً، وهو يحمي وضعنا الداخلي من أي خرق إسرائيلي، وأقول للسيد حسن، الله يحميك، ولي ثقة كبيرة بقراءته ومقاربته للأمور بعقلانية وحكمة وشجاعة”.
وشدد على أنه “في حال تعرض أهلنا في الجنوب للعدوان، فبيوت أهل الجبل مفتوحة لهم، لأن القضية قضية واحدة، والمستقبل مستقبل واحد”.
وأشار إلى أنه “مع تطبيق القرار 1701، والجيش اللبناني منتشر في الجنوب، أما مسألة تسليم السلاح فلها علاقة بوضع أستراتيجية دفاعية، نطالب بها منذ سنوات، ولكن كل هذه الطروحات مفخخة وليست في وقتها”.
وأسف الأمير أرسلان في الختام، “لإنخراط دروز العام 1948 في المجتمع الإسرائيلي، علماً أن هنالك وجهات نظر مختلفة فيما بينهم تحاول إسرائيل إبراز الوجه الذي يناسبها منها، علماً أن دروز الجولان المحتل رفضوا الهوية الإسرائيلية، وأنا لا أقلق على عروبة الدروز وأؤمن أن أي إنعزال للطوائف الإسلامية والمسيحية هو مشروع إسرائيلي، وإقامة دولة درزية مشروع إسرائيلي، يهدف إلى تحويلهم إلى حرس حدود للدولة العبرية”.