منذ أسابيع كنا لا نزال نسمع المواطنين يرددون عند دخولهم المتاجر لشراء احتياجاتهم: “الدولار عم ينزل ليش بعدكم عم ترفعوا الأسعار”؟ واليوم انقلبت الآية وحجة الدولار باتت قديمة، وأضحت سخونة الأوضاع الأمنية في المناطق الحدودية الجنوبية ذريعة تجار الازمات. إشارة الى ان نزوح نحو 100 ألف مواطن لبناني من البلدات التي تشهد اشتباكات عنيفة الى المناطق الآمنة، ساهم أيضا بشكل كبير في زيادة الأسعار، بسبب الخشية من تمدد الاعمال العسكرية او اشتداد وطأتها. فالارتفاع غير المبرر بالأسعار صار امرا فادحا ، لأنه يجعل المواطن ضحية “تفنيص” التجار، اذ رغم ثبات سعر صرف الدولار في السوق الموازية، تستمر مضاعفة ثمن السلع والخدمات الأساسية بشكل شبه يومي منذ بداية عملية طوفان الأقصى في قطاع غزة.
لذلك يسأل المواطنون عن سبب هذا الارتفاع الدراماتيكي العشوائي، وعن دور مصلحة حماية المستهلك، في ظل هذه الازمة المستجدة “الوهمية” لجهة زيادة أسعار السلع. فهل القوانين المطبقة اليوم قادرة على ضمان حق المستهلك؟
داخل احدى “السوبرماركات” تفاجأ الزبائن بسعر كيلو الكستناء المستورد من تركيا الذي بلغ حوالى مليون ليرة لبنانية، ولدى استفسارهم عن حقيقة التسعيرة كان الجواب ان هذه النوعية تركية وليست صينية، لذلك السعر مرتفع.
ولمعرفة تسعيرة الكستناء في تركيا تقصّت “الديار” عن سعر المبيع المعتمد في كل من “السوبرماركات” والأسواق الشعبية، وعلمت ان سعر كيلو الكستناء يباع بنحو 4 دولارات داخل المتاجر، وفي الأسواق يتراوح ما بين الـ 2.5 و3 دولارات.
بالموازاة، أوضحت نائبة رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتورة ندى نعمة لـ “الديار” ان “مؤشر الأسعار العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) انخفض في شهر تشرين الأول، الى أدنى مستوياته في أكثر من عامين، مدفوعا بتراجع أسعار السكر والحبوب والزيوت النباتية واللحوم. وقالت المنظمة ان مؤشرها الذي يتتبع السلع الغذائية الأكثر تداولا في العالم، بلغ في المتوسط 120.6 نقطة في تشرين الاول، انخفاضا من 121.3 في الشهر السابق”. وقالت: “نحن نركز على جانب مهم وهو الأسعار، ولكن في لبنان المنافسة غير موجودة، لذلك لا يتأثر بانخفاض الأسعار العالمية لأن الأسعار المحلية احتكارية، وهذا يعني ان التجار هم من يحددون الأسعار ويتحكمون بالسوق بشكل استحواذي واستئثاري، فلا مكان للمزاحمة في السوق السوداء، لذلك لا نشهد ابدا تراجعاً بأسعار السلع الغذائية”.
الكستناء ثمار “ملوكي”
يُطلق على الكستناء (Chestnuts) مُسمى “أبو فروة”، وهي تُعد أحد أشهر أنواع المكسرات المفيدة لجسم الإنسان، ويوجد لها العديد من الأنواع بحسب مناطق زراعتها، إذ تزرع في الغابات الجبلية. وتجدر الإشارة الى انها تزرع أيضا في المناطق اللبنانية المرتفعة مثل جرود ترشيش والمتن الأعلى، وتنفرد بفوائد صحية لا تعد ولا تحصى، وترشيش تنتج نوعية عالية الجودة وبكميات كبيرة، تصل سنوياّ الى حوالى 100 طن من الكستناء.
منافع هذه الثمرة
وفقا لاختصاصية التغذية كاتيا قانصو، “فإن هذا النوع من الثمار ينمو على شجرة الكستناء، الثريّة بالعديد من العناصر الغذائية المهمة، بما في ذلك الكربوهيدرات، الألياف الغذائية، البروتينات، الفيتامينات والمعادن وهي مصدر جيد لفيتامين C وفيتامين B6 والبوتاسيوم والمغنيسيوم”. واشارت الى ان “الكستناء غنية بمضادات الأكسدة التي تكافح الأضرار الناتجة من الجذور الحرة في الجسم، وهي تعتبر أيضاً مصدراً جيداً للطاقة، وتساعد في تعزيز صحة القلب وتوطيد وظائف الجهاز الهضمي”.
وتابعت “تعيش الكستناء في المناطق الباردة على ارتفاع 800 متر وما فوق عن سطح البحر، ويلزمها كمية كبيرة من الأمطار شتاءً، وحرارة شمس قوية على مدار السنة، ويفضّل غرسها في تربة حمراء أو سوداء رمليّة. لذلك تعتبر شجرة معطاءة ومعمّرة، تنتج حوالى 500 كيلوغرام في الموسم بعد اكتمال نموها، ويصل علوها إلى 30 مترا تقريباً”.
واردفت “لا تتطلب الكثير من الاسمدة الكيميائية، بل تكتفي بتلك العضوية المخمرة من روث الماعز والبقر والخيل والاغنام، وتحتاج أشجار الكستناء إلى الجنسين أنثى وذكر للتلقيح، وممكن ان تكون في الشجرة نفسها، ولكن تحتاج إلى عوامل مساعدة للتلقيح مثل الهواء والنحل. وتتوزع على أربعة أنواع رئيسية هي: الأوروبية والصينية واليابانية والأميركية، وكل صنف من هذه الأصناف له ميزته:
1. غنية بالمواد الغذائية: تحتوي الكستناء على العديد من العناصر الغذائية المهمة مثل الكربوهيدرات، الألياف الغذائية، البروتينات، الفيتامينات (مثل فيتامين C وفيتامين B6)، والمعادن (مثل البوتاسيوم والمغنيزيوم).
2. مصدر جيد لمضادات الأكسدة: تشتمل الكستناء على مضادات الأكسدة التي تحارب الأضرار الناتجة من الجذور الحرة في الجسم.
3. تعزيز صحة القلب: الكستناء تحتوي على مستويات مرتفعة من البوتاسيوم الذي يساهم في تنظيم ضغط الدم ودعم صحة القلب.
4. تحسين وظائف الجهاز الهضمي: الألياف الغذائية في الكستناء تحصّن الجهاز الهضمي وتعمل على تحسين حركة الأمعاء.
5. تدعيم صحة العظام والأسنان: الكستناء تشتمل على معادن مثل الكالسيوم والمغنيزيوم والفوسفور التي تحافظ على صحة العظام والأسنان.
6. مساهمة في تعزيز الطاقة والنشاط: بفضل احتوائها على الكربوهيدرات، يمكن أن توفر الكستناء الطاقة والنشاط.
وختمت قانصو “يمكن تضمين الكستناء في الوجبات اليومية بمختلف الطرق، مثل: تحميصها أو استخدامها في الأطباق المختلفة كمصدر للعناصر الغذائية المفيدة. وبما أن 3 حبات مشوية عبارة عن حصة نشويات، فيمكن استبدالها بقطعة خبز (بوزن 30 غراما)؛ او تناول 6 حبات كستناء (124 سعرة) مع كوب حليب أو لبن (120-150 سعرة)، بدل وجبة عشاء أو 3 حبات مشوية بدل وجبة خفيفة (سناك)”.
ندى عبد الرازق – الديار