أسعد بشارة يهاجم السيد
كشف الصحافي أسعد بشارة أنه “قبل معركة الطوفان حصلت معارك إسرائيلية عديدة مع غزة دون توغلات مهمة داخل القطاع، وكان الإسرائيليون في كل مرة يؤكدون على أن مركز قيادة حماس هو تحت مستشفى الشفاء، وهم اليوم يحاولون الوصول إلى هناك كي يثبتوا هذا الأمر”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال بشارة: “سيعمد الإسرائيليون، إن إستطاعوا الوصول، إلى تصوير المقر للقول للعالم، هذا ما تفعله حماس في المؤسسات المدنية، ليكون هذا الموضوع ورقة بيدهم أمام الراي العام العالمي”.
وأضاف، “في المقابل تطالب حماس المجتمع الدولي إرسال مفتشين دوليين للتأكد من عدم صحة الإدعاءات الإسرائيلية، وفي حال لم تستطع اسرائيل إثبات وجود المقر تكسب حماس المعركة، ويبقى السؤال، هل تريد إسرائيل ضرب الشعب الفلسطيني المدني تحت هذه الحجة؟ فتكون بذلك ترتكب جرائم حرب، في كل معركة يستعمل فيها المدنيون كدروع هي مرفوضة، ولكن لا يمكن أن يتقبل العالم ضرب مستشفى حتى ولو كان هناك مركز للإرهابيين تحتها”.
وتابع، “في شمال غزة ضُرِب جزء من بنية حماس العسكرية، وعاجلاً أم آجلاً لا يمكنها مقاتلة جيوشٍ لفترة طويلة، وقد يحصل مع حماس ما حصل مع مقاتلي الشيشان في حربهم ضد روسيا، التي واجهتهم بجيش جرار حتى أخضعتهم”.
وأردف، “في حال انتصرت إسرائيل فوق الأرض، تستطيع بقدرتها التكنولوجية سدّ الأنفاق والإنتهاء منها واحداً تلو الآخر، فإن سقطت حماس فوق الأرض ستكون بداية النهاية، ولغة المفاجآت التي تتحدث عنها المقاومة زجلية”.
وأوضح أنه “بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى مدينة غزة، سيكون مصير المعركة العسكرية أوضح، والقدرة القتالية لحماس ستكون أقل، وبعد أسابيع من المعارك ستنتهي الحرب، خاصة وأن الغطاء الدولي لإنهاء حماس لا يزال مستمراً، أما مصير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون على المحك لأنه مسؤول عن صفعة 7 تشرين الأول”.
من ناحية أخرى رأى بشارة أن “عدم مساندة الجبهات الأخرى لحماس سببه أن إيران لا تريد الدخول بمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، فهي تعلم أن هناك خطوط حمر في مواجهة إسرائيل، وحزب الله يعرف ما هي الحرب، أما حماس فلا، لذلك قامت بعملية هزت فيها إسرائيل وجودياً، وكي تستعيد إسرائيل هيبتها وقدرتها على الردع حولت غزة إلى أرض محروقة، وقد تذهب بعيداً بالقول لن نترك مسدساً مسلطاً على رؤوسنا على الحدود مع لبنان، هذا إن سمحت لها الولايات المتحدة الأميركية بذلك، فهي تخشى أن تتكرر عملية غلاف غزة في غلاف نهاريا”.
وأكمل، “بعد عملية إغتيال قاسم سليماني كان الرد الإيراني منسقاً مع الولايات المتحدة، فقصفت إيران بضعة صواريخ على عين الأسد وإربيل، إضافة إلى رفع شعار إخراج الأميركيين من الشرق الأوسط، غير أن القواعد الأميركية تزايدت في المنطقة، فالمواجهة الكبرى هي فقط على المنابر وليست على الجبهات”.
وشدّد على أننا “كلبنانيين لنا الحق في وضع يدنا على الجرح بعد معاناتنا من السياسة التي ترهن البلاد لها، هذه السياسة التي تؤدي بنا إلى الدمار، نحن نريد السلام لا الحرب فإن تدمّر لبنان من سيعيد بناءه؟ الحل الوحيد هو أن نطالب بهدنة، وبخط ازرق، وأن يستعيد الجيش اللبناني وقوات اليونيفل دورهما على الحدود، وإستهداف المدنيين مرفوض من سقط منهم كان نتيجة فتح الحدود على الإشتباكات، ونتيجة من يقول بخطابه هذه العمليات ستستمر في وقت نعلم فيه أن لإسرائيل نية بالتوجه نحونا بعد إنتهائها من حرب غزة”.
وإعتبر أن “القمة العربية إتخذت قرارات مهمة كالقول أن الشرعية الفلسطينية هي التي ستستمر على الطاولة، في الوقت الذي سعى فيه نتنياهو إلى مساعدة حماس بطريقة غير مباشرة على الإنفصال كي يقسّم القوى الفلسطينية، ويجب أن يُفرض على إسرائيل حل الدولتين”.
وأكد أن “إيران لا تؤمن بوجود دول في مناطق نفوذها بل تؤمن بوجود ميليشيات، والحلم الإيراني منذ العام 1979هو نيل إعتراف أميركي بأن دولة إيران تشكل قوة إقليمية كبرى، وبعد شحنة الصواريخ التي وصلتها من إسرائيل لإستعمالها في حربها مع العراق لم تحصل أي مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، أما البوارج الأميركية فهي جيش عائم كامل، يمكنه تدمير مجموعة دول في أيام، وكلام السيد حسن عن إعداده العدة لها كلام مجاني يريح به جمهوره”.
وعن التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، لفت إلى أن “هناك أجواء دولية وعربية ترى الأمور على عكس ما يراها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فقائد الجيش كان لدى وصوله إلى القيادة عوني الهوى، ولكن كان عليه كقائد فعلي أن يبعد السياسة عن الجيش، لقد إختير كي يكون موظفاً، فتبين أنه قائد حقيقي يعمل على حفظ المؤسسة، وهذا الجهد ينظر إليه دولياً بعين التقدير في حين ينظر إليه البعض داخلياً بعين الإنتقام”.
وختم بشارة بالقول: “ملف رئاسة الجمهورية نائم حالياً، ولكن ما إن تنتهي الحرب ومهما كانت النتائج سيقول حزب الله لقد إنتصرنا وسيركز جهده على الداخل بإصرار كبير على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مهما طال الزمن”