نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً قالت فيه إنّ آلاف الإسرائيليين باتوا يفرّون إلى جزيرة قبرص المُقابلة للبنان، وذلك في أعقاب الهجوم الذي نفذته حركة “حماس” ضد المستوطنات الإسرائيليّة يوم 7 تشرين الأول الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ مركز الجالية اليهودية في قلب مدينة لارنكا بقبرص، استقطب الكثير من اليهود الهاربين من إسرائيل، موضحة أن ممرات المركز وباقي مرافقه باتت تعج بالوافدين الجُدد إليه.
وفي السياق، يقول آري زئيف راسكين، كبير حاخامات الجزيرة، في مكتبه بالمركز: “أكثر من 16 ألف شخص وصل إلى قبرص بحثًا عن راحة البال منذ ذلك اليوم الرهيب”، في إشارة إلى تاريخ 7 تشرين الأول.
ويضيف: “من بين الواصلين أمهات، وأطفال مصابون بصدمات نفسية، وأشخاص لا يستطيعون تحمل صوت الصواريخ التي تنفجر كل يوم.. نحن نقدم لهم كل ما في وسعنا، سواء كان سريراً أو طعاماً أو سكناً مؤقتاً”.
بدوره، يقول يسرائيل بيرتز، البالغ من العمر 23 عاماً: “كنا بحاجة إلى الابتعاد عن كل هذا الضجيج والصواريخ والقتال، لذلك سافرت أنا وأصدقائي لقضاء خمسة أيام في أيا نابا، المنتجع الواقع في جنوب جزيرة قبرص”.
وبينما كان ينتظر رحلة العودة إلى بلاده في مطار لارنكا، يقول: “نحن نشعر بالأمان هنا”.
“ملاذ آمن”
وأوضحت الغارديان أن الحركية التي عرفتها قبرص في الأسابيع الأخيرة، لم تكن مرتبطة فقط بقدوم الإسرائيليين الفارين من الحرب، بل أيضا بنشاط السفارات الغربية التي كانت في “حالة طوارئ”، تحسبا لتحول الجزيرة المتوسطية الاستراتيجية مرة أخرى إلى مركز للإخلاء أو لتوزيع المساعدات الإنسانية.
وذكرت الصحيفة البريطانية أنه في عام 2006، كانت الدولة العضو الاتحاد الأوروبي، بمثابة نقطة عبور لأكثر من 30 ألف مواطن أجنبي فارين من الحرب في لبنان، وهو الدور الذي لعبته أيضاً عندما تم نقل الآلاف من حاملي جوازات السفر البريطانية جواً من السودان إلى البلاد، في وقت سابق من هذا العام. (الحرة)