رأى الصحافي علي الأمين أنه “من المبكر الحديث عن النتائج العسكرية والسياسية للدخول الإسرائيلي إلى مستشفى الشفاء، فهذا الدخول يعكس نوعاً من التعويض عن عدم القدرة على تحقيق الأهداف، إذ لم نرً حتى الآن أي منجز عسكري مهم للجيش الإسرائيلي كالعثور على مخازن أسلحة أو إعتقال بعض القيادات”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال الأمين: “تعمد إسرائيل إلى ضرب القدرة العسكرية لحركة حماس، وإلى إستهداف قياداتها، وقد تمكنت حتى الآن من فصل شمال غزة عن جنوبها، ولكننا لم نرَ إستقراراً أو تمركزاً دائماً للجيش الإسرائيلي داخل غزة، وقد نشهد في الأيام المقبلة لدى بدء تمركز الجيش الإسرائيلي داخل المدينة أشكالاً من العمليات ضده، خاصة أننا لم نلمس بعد تحكماً إسرائيلياً بالأنفاق”.
وتابع، “مسار العملية العسكرية قد لا يصل إلى حسم نهائي، وقد تحصل هدن إنسانية ووقف إطلاق نار متقطع نتيجة الضغوط الدولية، وحالياً بدأنا نشهد تراجعاً بالضربات العسكرية الإسرائيلية على المدنيين”.
وإعتبر أنه “لن يحصل تطور على جبهة الجنوب، على الأقل من جانب حزب الله، خاصة بوجود تقاطع مصالح أميركي إيراني، علماً أن الأعمال العسكرية تجاه إسرائيل إنطلاقاً من لبنان، لم تغير شيئاً في المشهد الغزاوي، وحزب الله يريد استثمار عمله الحدودي داخلياً”.
وأكد أنه “من خلال منطق حلف الممانعة المتماسك، كان من المفترض البدء بالعمل العسكري ضد إسرائيل منذ اليوم الثاني لطوفان الأقصى، فقد قيل عن فيلق القدس هدفه تحرير القدس، أين هو اليوم؟ وإن كانت إيران ضد السلام والتطبيع مع العدو والخيار للمقاومة، أين هي المقاومة؟ وإذا كانوا شاركوا في حرب سوريا بناءاً على طلب الرئيس السوري بشار الأسد، لماذا لم يلبوا نداء محمد الضيف؟ لو اقدمت إيران على مساندة المقاومة كان حصل تغيير في موازين القوى، المنطق السياسي الإيراني كان كاذباً”.
ولفت إلى انه “عندما كنّا نطالب حزب الله بالعقلانية كان يقول عنّا خونة، وأنا شخصياً أحب هذه العقلانية، واشكره لأنه لم يتدخل بالحرب، ويا ليته يخاطب اللبنانيين بهذه الطريقة”.
وأكد أنه “هناك خط أحمر أميركي يحذر الإسرائيليين من التوسع في الحرب في إتجاه لبنان، والموفد الأميركي أموس هوكشتاين جاء إلى بيروت للتأكيد على عدم الإنجرار الى المواجهة، ولطمأنتنا في ما يختص بمستقبل مزارع شبعا، وحزب الله وإيران يشكلان بالنسبة لأميركا عنصري إستقرار، لذلك ستتم مفاوضات الترسيم عبرهما”.
وأضاف، “يرغب حزب الله بتشريع نفوذه داخلياً على غرار ما كان عليه وضع الوصاية السورية التي كان لها شرعية دولية، والسؤال هل سيكون له ذلك؟ وهل سيلقى معارضة داخلية قادرة على المواجهة؟ حزب الله فعلياً لا يريد دولة ولا جيشاً قوياً، لذلك لم يتطرق لهما نصرالله في كلماته ضارباً بعرض الحائط نظرية شعب وجيش ومقاومة”.
وأوضح أنه “عندما بدأ الحديث عن إمكانية التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل شرط مراعاة الحقوق الفلسطينية، كان هذا الأمر أحد أسباب إندلاع حرب غزة، كي يفشل هذا الإتفاق، فالإتفاق السعودي الإسرائيلي، إن حصل، ستكون له نتائج مباشرة على سوريا ولبنان”.
ِ
وختم الأمين بالقول: “نحن أمام مرحلة جديدة والقضية الفلسطينية لا يمكن تخطيها، وما قامت به حماس في غزة إنجاز، والقضية الفلسطينية فرضت نفسها من جديد، وفي أي إتفاق سينجز في المنطقة سيكون موضوعها الأول في البحث”.