القطبة مخفية… إليكم ما يريده القائد من التمديد
حجبت الأحداث على الجبهة الجنوبية وما يحصل في غزة الإهتمام الخارجي والداخلي بالملف الرئاسي، إلا أنها عكست إهتماماً بالشغور المرتقب في قيادة الجيش، وبالتالي بات الإهتمام منصباً على سد الشغور إما بالتمديد أو التعيين.
لكن ما حال الملف الرئاسي؟ وأين أصبح الإهتمام الفرنسي؟ وهل كسرت المواقف الفرنسية الداعم لإسرائيل الجرة مع حزب الله وبات التواصل بينهما منقطعاً؟ وهل نحن أمام احتمال حرب شاملة؟.
في هذا السياق, يشير الصحافي إبراهيم بيرم إلى أن “أوساط حزب الله توحي منذ ما يقارب الأسبوع بأن لديه الجهوزية والإستعادات لكافة الإحتمالات، لا سيّما التفلّت، وكذلك جيش العدو الإسرائيلي أيضا يظهر وكأنه يقول “ضقت ذرعا” بهذه المعادلة ويعبّر عن تململ منها وبأنه لن يستطيع يكمل بهذه الطريقة لدرجة أن رئيس الأركان تحدث عن خطة دفاعية هجومية”.
ويستشهد بيرم بما حصل في الأمس، حيث يلفت إلى أن “من بادر إلى إطلاق القذائف هو العدو الإسرائيلي”.
لكن بيرم هنا يطرح سؤالا, “هل الإستعدادات وإن كانت من قبل الطرفين سوف تؤدي إلى مشكلة؟ ليرجح إمكانية تدحرج الأمور، على إعتبار أن الطرفين رفعا الصوت في الفترة الأخيرة، على عكس بداية الأحداث حيث كان الجميع يتحدّث عن حدود للإشتباك، إلا أن هذه الفترة تشهد توترا وإحتقانا والتفلت في الميدان واضح”.
ويرى بيرم بأن “الطرفين بحاجة إلى تقديم لغة أكبر وتهديد أعلى، وحتى نماذجاً يومية ميدانية توحي بأن لديهما إستعداداً للمواجهة”.
ووفق قراءة بيرم فإن “حزب الله يفعل ذلك من أجل دعم حركة حماس أكثر ، وهذا ما أعلنه منذ البداية وبأن حركته مرتبطة بتطور الأحداث بغزة ، وهذا أيضا ينسحب على جيش العدو الإسرائيلي ففي الوقت الذي يضغط فيه على غزة لا يمكنه ترك الحدود الشمالية “خاصرة رخوة” لحزب الله””.
هل بإمكان الجيش الإسرائيلي فتح جبهتين؟ يجيب: “هناك وصية أميركية قوية تحذّر من إستدراج حزب الله إلى المعركة، العدو يتصرّف بناء على هذه الوصية ويكظم غيظه، وهذا ما يعلمه حزب الله وهو يضغط منها، فاليوم هناك حوالي 27 مستوطنة أصبحت فارغة، بصرف النظر عن ما يحكى فحزب الله نجح بإلحاق ضرر حقيقي بالإسرائيلي على كافة الصعد الإقتصادية والمادية والعسكرية، وفي نفس الوقت هو محكوم بمعادلة معروفة والتي تتمثّل بتقديم ما يثبت دعمه لغزة وفي ذات الوقت تقديم الإطمئنان إلى الداخل اللبناني بأن لا يقوم إلا بدور دفاعي وليس هجومي”.
هل فتح الجبهة الجنوبية فرملت الجهود الدولية لإنتخاب رئيس؟ يوضح بيرم بأن “عملية التعثر ظهرت قبل فتح الجبهة، حيث كان هناك قناعة داخلية بأن الملف الرئاسي يصعب حلّه لبنانيًا بإنتظار تسوية خارجية، وبالتالي تنعكس على الداخل اللبناني، ومن ثم جاءت أحداث الجنوب لترسخ هذه القناعة أكثر وأكثر، علما أن هناك فريقاً لبنانياً أصبح يعتبر بأن الأمور مرتبطة بغزة على إعتبار أن محور المقاومة إذا نجح بغزة سيعزز ذلك فرصة مرشح حزب الله فرنجية”، ويتوقع أن لا “تتوقف هذه الجبهة طالما الوضع بغزة على هذه الحال”.
ويرى بيرم أن “الحركة الداخلية محصورة حالياً بملف قيادة الجيش”، وفي هذا السياق يشير إلى أنه حتى الساعة لا شيئ واضح في هذا الملف ولا شيء محسوم فيما المفاوضات مستمرة وكذلك العروض، وحزب الله يتصرّف بغموض إيجابي في هذا الموضوع حيث يعلن أن غير معني بالملف وليس ضد التمديد”.
ماذا عن فرص قائد الجيش بالرئاسة؟ يرى أن “الهمّ الأساسي لقائد الجيش هو بقاءه في قيادة لأنه في حال لم يستمر فحظوظه الرئاسية تنعدم، ولذلك يضغط باسيل لعدم التمديد وهو الوحيد الذي يتصرّف بوضوح حتى حزب الله وحركة أمل وميقاتي وأغلبية القوى مواقفهم غير واضحة”.
وفيما يتعلّق بالحركة الفرنسية، يلفت إلى أنهم “بعيدين عن الموقف اللبناني ومن حين إلى آخر يرسلون رسالة الى لبنان بأنهم لا زالوا يهتمون بالملف اللبناني، الا أن موضوع قيادة الجيش لم يتدخلوا فيه، عكس الأميركي الذي يتدخل بشكل ملحوظ”، والفرنسي من بعد إنحيازه لإسرائيل أصبح على بينة بأن علاقته بالحزب لن تكون كما في السابق”.