لمناسبة اليوم العالمي لمساعدة الفقراء، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي رعاياه في كل المناطق إلى تطبيق معنى التضامن من خلال “لمّ الصواني في القداس وتخصيصها لدعم وصمود الأهالي وأبناء الرعايا في قراهم وبلداتهم الحدودية الجنوبية”.
لكن البطريرك الراعي والكنيسة كما الرأي العام، فوجئوا بحملةٍ غريبة وردة فعل من بعض “الجهلة” المتطرّفين، الذين هاجموا دعوة البطريرك الراعي، بينما هم يجهلون أبعادها وتوقيتها وأهدافها الحقيقية، وخصوصاً بالنسبة للجهة المقصودة بالدعوة، والتي لا علاقة لهم بها، حيث شنّ هؤلاء حملاتٍ على مواقع التواصل الإجتماعي، رفضتها بيئتهم قبل سائر اللبنانيين، ولم يجد فيها رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، إلاّ تعبيراً عن “حقدٍ دفين” بحق البطريرك الراعي شخصياً.
وعرض الأب أبو كسم لـ”ليبانون ديبايت”، تفاصيل وخلفيات “صينية الفقراء” مستغرباً “سوء الفهم من قبل أشخاص غير معنيين، وأساؤوا تفسير كلام البطريرك الراعي”.
وقد تحدث الأب أبو كسم عن ثلاث نقاط في هذه المسألة موضحاً أن “الحملة قد بدأت على بكركي بذريعة التأخير في إعلان الموقف من العدوان على غزة، من أطرافٍ لا تقرأ وغير مطلعة، لأن سيدنا البطريرك، أكد منذ مدة، التضامن مع أهل غزة بوجه العدوان الإسرائيلي وشجب قتل الأبرياء والإجرام الإسرائيلي، وتحدث مراراً عن هذا الأمر في عظة الأحد وفي بيان مجلس البطاركة الموارنة، وقد أعلن مجلس البطاركة الكاثوليك بدورته ال56، موقفاً متضامناً مع الشعب الفلسطيني، ضد العدو الذي يقصف المدارس المستشفيات والكنائس”.
وبالتالي وجد الأب أبو كسم أن “لا مبرر لكل الكلام الذي يتردد عن أن البطريرك الراعي قد تأخر، مع أن البطريرك هو الذي يقرر توقيت إعلان مواقفه ومضمونها، علماً أنه كان في خلوةٍ في الفاتيكان، وعلى كل من ينتقده أن يقرأ ويراجع الأرشيف”.
وأمّا بالنسبة لمفهوم “الصواني”، وهو النقطة الثانية في هذه المسألة، يوضح الأب أبو كسم، أنه “لمناسبة اليوم العالمي السابع للفقير الأحد المقبل، دعا سيدنا البطريرك، ووفق تقليد راعوي كنسي، يُعمل به منذ أيام الرسل، إلى جمع الصواني لمساعدة رعايانا وأهلنا في الجنوب، وما من عيب في هذا التدبير الكنسي، وإن كان هناك من يعتبر أن هذا الموضوع عيب، فهو غير معنيّ به، لأن الجهة المعنيّة، هم أبناء رعايانا وكنائسنا”.
ويؤكد الأب أبو كسم أن هذه الدعوة “ليست حسنة أو وجهنة، بل فعل محبة وتضامن بين أبناء الكنيسة ونقطة على السطر”.
وعلى مستوى النقطة الثالثة، يكشف الأب أبو كسم عن أن “البعض قد وضع هذه الحملات، في خانة الحملة من الطائفة الشيعية او من حزب الله على البطريرك الراعي، وهذا الأمر غير صحيح؛ لأن التواصل دائم بين بكركي والحزب، ويوم الثلاثاء، عُقد لقاء بين وليد غياض كممثلٍ عن البطريرك الراعي، ومحمد سعيد الخنساء كممثل عن الحزب، بمعنى أن التواصل غير مقطوع ولا مبرر لكل هذه الحملات”.
وعن الموقف من هذه الحملات يقول الأب أبو كسم لكل من انتقد البطريرك الراعي: “هذه عاداتنا وتقاليدنا ولا علاقة لك بها، لأن الحملة كلها غير مفهومة، وهي كإطلاق عيارٍ ناري في الهواء، أي من دون فائدة”.
ورداً على سؤال حول كيفية معالجة وملاحقة المسؤولين الذين تطاولوا على البطريرك الراعي، يشدد الأب أبو كسم بأن “الموضوع قيد المعالجة، وسيتم الإعلان عن تفاصيل ذلك في الأيام المقبلة، كما أنه لا يعنينا معرفة الأشخاص المسؤولين الذين قاموا بهذا التحريض، بل ما يعنينا هو عدم تسميم الأجواء في البلاد في مثل هذه الظروف، لأن ذلك يسيء إلى المصلحة الوطنية العليا”.
وعن موقف الحزب، يقول الأب أبو كسم: “اتصلوا بنا وقالوا إنهم سيعالجون الموضوع بالطريقة المناسبة ضمن لجنة التواصل بين بكركي والحزب”.