كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
هل يمكن ان يطمئن اللبنانيون الى ان خيار الحرب بات مستبعدا في شكل نهائي وأن مشاركة حزب الله فيها ستبقى محصورة بالمناوشات التي تشهدها الجبهة الجنوبية؟ يوما بعد يوم، تتراكم المؤشرات التي تدل، وفق ما تقول مصادر سياسية لـ”المركزية”، على ان ايران – بالتالي حزب الله – غير راغبة بتوسيع رقعة الحرب الدائرة اليوم في غزة ولا بالمشاركة فيها في صورة أكبر.
في هذا الاطار، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان امس، إن سلطات بلاده أبلغت الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبتها في تفاقم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأعلن عبداللهيان في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، نشرت الجمعة “أبلغنا الولايات المتحدة أن إيران لا تريد انتشار الحرب، ولكن أي خيار (تطور الأحداث) يصبح ممكناً، واتساع الصراع يصبح أمراً لا مفر منه، بسبب النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة، وفي حال عدم توقف الجرائم ضد سكان غزة والضفة الغربية”.
قبل هذا الموقف بساعات، كانت رويترز تنقل عن مرشد الثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي قوله لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ان “إيران لن تخوض الحرب نيابة عن حماس”، علما ان الحركة عادت ونفت هذه المعلومات.
في الموازاة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بحر الاسبوع، بأن طهران وبيروت لا تريدان التورط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات ، بحسب وكالة “نوفوستي”. وقال “لا أعتقد أن إيران أو لبنان يرغبان في التورط في هذه الأزمة، ولا أرى أي رغبة من جانب أي من الدولتين لشن حرب واسعة النطاق في المنطقة. المشكلة في التعامل مع ضبط النفس هذا بوصفه ضوءا أخضر للقيام بكل ما تريده في غزة. هذا خطأ كبير”.
هذه المواقف كلّها، تتابع المصادر، تقلّص الى الحدود الدنيا احتمالات الحرب، وهي تُضاف الى سلسلة تنبيهات دولية نقلت وتنقل الى طهران من مغبة توسيع رقعتها. في السياق، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا الخميس إنها أبلغت نظيرها الإيراني، إن طهران ستتحمل مسؤولية كبيرة إذا امتد الصراع في غزة إلى المنطقة. وأضافت كولونا بعد لقاء جمعها بنظيرها عبد اللهيان في جنيف “الاجتماع كان على شكل تحذير من أن توسعة نطاق النزاع الحالي في غزة لن تفيد أحدا، وستتحمل إيران مسؤولية كبيرة”.
الأحزمة الرادعة، التي تُبعد شبحَ الحرب عن الشرق الاوسط اكتملت اذا، ومعها طبعا الاساطيل الاميركية في البحر.. عليه، اذا لم تكن فرضية اشتعال لبنان سقطت تماما، ففي أسوأ الاحوال، بات اندلاعها “الاستثناء”، وقد اضحت حظوظ اجتيازنا هذا القطوع، الاكثرَ تقدما “حتى الساعة”، تختم المصادر.