بين اعلان “بيك المختارة”عن أن الايام المقبلة صعبة جدا، ورسائل التهديد والوعيد التي تصل الى المسؤولين في بيروت من كل حدب وصوب خيط رفيع، يربط شبكته التصريحات “الإسرائيلية” المتشائمة، والتي سلمت بخسارة “تل أبيب” المواجهة على حدود الشمالية حتى الساعة، مع نجاح حزب الله في فرض اجندته، ما يدفع إلى القلق من الخطوات التي قد يلجأ اليها “الاسرائيلي”، بعدما باتوا عاجزين عن تلقي اي “كف جديد” بعد تداعيات طوفان الأقصى.
وسط هذا التحذير، برزت خلال الساعات الماضية المخاوف الجدية، حول إمكان حدوث تطورات دراماتيكية على الحدود قد تتسبب في اندلاع الحرب، بعد استهداف الطيران الحربي “الاسرائيلي” لمعمل الومنيوم في عمق النبطية، ما اعتبره الحزب خرقا لقواعد الاشتباك لا يمكن السكوت عنه، ويستلزم ردا لاعادة المعادلات إلى ما كانت عليه.
فعلى جبهة لبنان الجنوبية تدور حاليا حرب استنزاف شديدة الوتيرة، تقوى وتخف أحداثه اليومية وفقا لمقتضيات المعركة، رغم تأكيد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ان ما يحصل جنوبا هدفه خفض جهوزية جيش العدو الاسرائيلي على جبهة غزة وتشتيت قواه، بهدف تخفيف الضغط العسكري عن حركة حماس وأخواتها في القطاع.
ومع نجاح حزب الله، في تخطي قيود موجبات القرار ١٧٠١، الذي بات حاليا حبرا على ورق، وتأمين الحرية لحركته العسكرية جنوب الليطاني، دون تسجيل اي احتكاك حتى اللحظة بين مقالتيه وقوات الطوارئ الدولية، تمكن من الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته في استعمال اسلحته على اختلاف انواعها.
وفي ظل المعطيات المستجدة خلال الايام الاخيرة، على صعيد ضبط اي خروقات على الجبهة قد تجر إلى فلتان اللعبة، عمد حزب الله، وفقا لمصادر متابعة، إلى التواصل مع الأطراف الفلسطينية المعنية، وابلغها بعدم استعمال مناطق الجنوب كمنصة لاطلاق الصواريخ باتجاه “إسرائيل”، لما قد يلحقه ذلك من ضرر على خطط واستراتيجية الحزب وادارته للمعركة المدرجة، حيث نجحت حارة حريك حتى اللحظة، باعتراف الجميع، في تحقيق الإنجازات الكبيرة على مستوى الوعي في المعارك الجارية، محققة مجموعة من الأهداف، ابرزها:
– تسببت العمليات العسكرية الجارية على الجبهة الجنوبية في اجلاء حولي ٧٠ الف شخص من مستوطنات الشمال، نتيجة المخاوف من حصول سيناريو شبيه لما حصل في السابع من تشرين الأول، وهو ما شكل ضغطا كبيرا على الجبهة الداخلية، في ظل اخلاء سكان مستوطنات غلاف غزة نحو الداخل أيضا.
في المقابل أرقام النزوح على الجانب اللبناني وفقا للمنظمات الدولية، بلغت حوالي ٤٦ الفا، غالبيتهم من القرى السنية في اتجاه مناطق إقليم الخروب والبقاع الغربي، حيث عمدت منظمات الأمم المتحدة إلى تقديم المساعدات العينية الفورية لهم في مراكز النزوح، بعد اقتطاعها من الحصص المخصصة للنازحين السوريين. يشار إلى أن الجمعيات العاملة إلى جانب الأمم المتحدة وضعت خطة طوارئ، في حال تطورت الامور، جرى بموجبها ملئ مخازن المنظمة في لبنان بمواد غذائية وطبية.
وضع مئات آلاف “الاسرائيليين” تحت الضغط نتيجة حالة الرعب والقلق التي يعيشونها، والخوف من استخدام حزب الله لترسانته من الصواريخ الدقيقة القادرة على أحداث دمار هائل في الجبهة الداخلية، خصوصا منطقة حيفا ومحيها، التي سبق وعاشت جحيم القصف الصاروخ ابان حرب ٢٠٠٦.
– نجاحه في جر جيش العدو الاسرائيلي إلى حرب استنزاف على الجبهة الشمالية، وان بقي الوضع حتى الآن محصورا بعمليات تبادل القصف المدفعية عبر الحدود، في ظل خطوط التماس الموجودة.
– شل حركة الطيران الحربي “الاسرائيلي” إلى درجة كبيرة لعدة اسباب أبرزها: الخوف من وجود منظومة دفاع جوي متطورة لدى حزب الله، وقد يكون اعلان “تل أبيب” عن تدمير أحدها بالأمس مؤشرا في هذا الاتجاه، تركيز سلاح الجو وحشده لامكاناته على جبهة غزة، اعتبار البعض ان الغارات بواسطة الطائرات الحربية بشكل واسع، هو خرق لقواعد الاشتباك، من هنا التركيز على الطائرات من دون طيار.
ميشال نصر – الديار