السيناريو الذي يحذر منه الجميع

ساعات معدودة أمضاها كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكستين في إسرائيل، ولكن عنوان زيارته المفاجئة كان لبنانياً وتحديداً الجبهة الجنوبية المشتعلة والتي تتجه بشكلٍ ثابت نحو التصعيد، بدلالة التحول في طبيعة المواجهات والعمليات العسكرية في الساعات الـ48 الأخيرة.

ووفق مصادر سياسية عليمة، فإن هوكستين، طرح المشهد الأمني الجنوبي والتصعيد الإسرائيلي الأخير، وكرر موقف الإدارة الأميركية بمنع امتداد نار غزة إلى لبنان، وهو ما كان قد نقله الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية إلى بيروت أيضاً في زيارته الأخيرة. وتؤكد المصادر السياسية لـ”ليبانون ديبايت”، أن التحذير الأميركي والمطالبة بتنفيذ القرار 1701، لم يتغير وقد كرره أكثر من موفد أوروبي زار بيروت خلال الأسابيع الماضية، وذلك بالإستناد إلى التهديد الإسرائيلي، بتوسيع رقعة الحرب من غزة إلى لبنان، بمعزلٍ عن أي ذريعة، وذلك فقط من أجل التفرغ للحرب في غزة في الوقت الحالي.

ولذلك فإن اختبار مدى وحجم الرد الإسرائيلي على تصاعد العمليات العسكرية على جبهة الجنوب، قد انعكس تصعيداً في العدوان الإسرائيلي وذلك قبل وبعد زيارة هوكستين بحسب هذه المصادر، التي تعتبر أن الحرب حتمية ولكن ما زالت مفاعيل القرار الدولي 1701 والذي تخرقه إسرائيل وتسعى يومياً لإسقاطه، قائمة وبدعم دولي واضح بدلالة التأكيد عليه في المواقف الديبلوماسية الغربية والعربية.

وبالتالي، فإن جبهة الجنوب وفي ضوء التطورات الأخيرة ستكون مرشّحة لواقعٍ أمني جديد، تقول المصادر عينها، ولكن من دون أن يكون التصعيد دائماً، وفق معادلة الرد على أي استهداف للمدنيين باستهداف للمدنيين وللقصف على مناطق مفتوحة بقصفٍ مماثل. ولذلك، تعتبر المصادر أن الحدود الجنوبية ستكون تحت الأضواء الديبلوماسية في المرحلة الحالية، في ضوء دينامية ناشطة على هذا الصعيد لمنع اتساع رقعة التصعيد والوصول إلى السيناريو الذي يحذر منه الجميع وهو المواجهة والحرب الشاملة.

Exit mobile version