أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأورثوذكس المطران عطالله حنا من القدس المحتلة أننا “كفلسطينيين نرحب بالهدنة المعلنة، لأنها ستمكن أهلنا في غزة من تنفس الصعداء بعد الأيام القاسية التي مرت عليهم، ونطمح إلى تثبيتها وإستمرارها لتؤدي إلى وقف كامل للحرب والعدوان الهمجي الذي يتعرض له شعبنا”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال المطران حنا: “لنا الحق بالعيش مثل سائر شعوب العالم، فنحن بشر كغيرنا ننتمي إلى أسر بشرية خلقها الله، ولسنا حقل تجارب لصواريخ الغرب”.
وتابع، “الإحتلال يتعامل معنا وكأنه لايحق لنا بالحياة، إنهم يعاملوننا بعنصرية وبإرهاب ممنهج لا يمكن وصفه بالكلمات، والمشكلة ليست فقط بالإرهاب، إنما بهذه المنظومة الغربية التي تتغنى بحقوق الإنسان وحتى بحقوق الحيوان، ولا تلتفت إلى شعبنا الذي يعاني المجازر والدمار منذ حتى ما قبل نكبة عام 1948”.
واضاف، “إنهم يتجاهلون معاناتنا، يتجاهلون أبسط حقوقنا بالحرية وبالعيش الكريم، من يقف إلى جانبنا هم شعوب تلك الدول وليس حكامها، نحن لسنا عشاق موت ودمار، نحن نحب الحياة والحرية، وأرجو بعد أن تنتهي هذه الحرب، أن نتمكن من الوصول إلى حلول تسمح لهذا الشعب بالعيش بسلام داخل وطنه”.
وتابع، “شبعنا خطابات من الغرب تتنافى مع ما نراه على الأرض من عنف وقتل وإستهداف للمدنيين، ضد أي مفهوم للعدل والسلام، وحديث هذه الدول عن السلام، هو كلام حق يراد به باطل، أي سلام دون عدالة هو إستسلام، ونحن رغم كل الآلم التي نعانيها، لن نستسلم”.
وأكد على أنهم “يدفعوننا للعيش داخل سجون كبيرة، سواء في غزة أو في الضفة أو حتى في القدس، نحن ممنوعون من التنقل من مكان إلى آخر، عن أي سلام يتحدثون؟ والذي يديره لا يردع أسرائيل، ولا يعطي الحرية للشعب الفلسطيني، ولكننا لن نخضع، ولن نستسلم”.
وأكد أن “سيناريو التهجير لن يمرّ، لن نرضى بنكبة جديدة، وما شاهدناه في غزة هو تطهير عرقي، ولن نقبل بسياسة الترحيل، لا بل إن الفلسطينيين في مخيماتهم، يتشوقون الى العودة ألى وطنهم وأرضهم المقدسة، نحن لسنا أحجار شطرنج، نحن ثابتون ومتجذرون في أرضنا، ولن نرحل”.
وتوجه المطران حنا إلى العرب مذكراً “بواجبهم تجاه القضية الفلسطينية، وأقول لمن إنحرفت بوصلتهم، لا يمكن لهذا الإحتلال أن يكون صديقاً، والمتآمر على فلسطين هو متآمر على العرب جميعاً، وأتمنى تصويب البوصلة نحو الإتجاه الصحيح، أي نحو حل عادل للقضية الفلسطينية، وليس عبر مفردات كاذبة”.
وشدد على أنه “مسيحي أورثوذكسي، أنتمي إلى أقدم كنيسة عرفها التاريخ، والمسيحية في فلسطين ليست بضاعة مستوردة، هنا ولد وعاش المسيح منذ أكثر من 2000 عام، ومسيحيو الشرق ليسوا أقليات في أوطانهم، نحن ننتمي لهذه الشعوب، والقضية الفلسطينية هي قضية مسيحية، لأننا عندما ندافع عنها، ندافع عن المسيحية في مهدها، ونحن في القدس أخوة، نعيش معاً ونواجه العدوان نفسه والجراح نفسها، ولا نميز بين كنيسة ومسجد، وعندما يستهدف الأقصى، نحن نكون إلى جانب إخوتنا المسلمين”.
وختم المطران عطالله حنا بالتأكيد على أن “الصراع في فلسطين ليس دينياً، إنما هو صراع بين الحق والباطل، بين المالك والمستعمر، وأنا أحيي كل إنسان حرّ يطالب بوقف العدوان، وكل من يقول كلمة حق في هذا الزمن الرديئ، وأحيي كل موقف لنصرة قضيتنا، كما أحيي كل الشعب اللبناني الذي يتضامن معنا، فنحن نريد الخير للعالم أجمع”.