رأى المحلّل السياسي أسعد بشارة, أنه “منذ إندلاع عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول, بدا واضحاً أن حزب الله فتح جبهة “مساندة” كما أسماها لغزة, ومنذ ذلك التاريخ لم تتحوّل إلى حرب, وبالتالي تبقى هذه المعادلة قائمة حتى إشعار آخر, لا سيّما وأن الحرب في غزة, لا يتوقّع لها أن تنتهي بهذه الهدنة”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال بشارة: “اليوم الأول من الهدنة سجّل هدوءاً على الجبهة الجنوبية, وهذا يعني أن حزب الله لم يقم بأي عملية وأنه انسجم مع هدنة غزة, لا سيّما أن إسرائيل لم تقُم بأي نشاط عسكري”.
وأضاف, “هذه المعادلة مرجّحة للإستمرار لعدّة أسباب, أولها أنه ليس هناك قراراً إيرانياً في فتح جبهة في الجنوب, وثانيها لأن إسرائيل منشغلة بجبهة غزة, وقد تفكّر بفتح جبهتين, إلا أن هناك ضغوطاً أميركية عليها منعتها توسيع المواجهة في الجنوب”.
ولفت إلى أنه “في غزة فتحت إسرائيل حرب كبيرة, ووضع حزب الله خطاً أحمر هو الهجوم البري ولكن هذا الخط تمّ تجاوزه, ثم وضع خطاً أحمراً ثانياً وهو منع هزيمة حركة حماس, ومفهوم الهزيمة والإنتصار بالنسبة لحماس غير واضح المعالم, فلا يمكن بعد كل هذه الحرب, حتى لو استمرّت حماس بتنفيذ عمليات بغزة أن تقول أنها خسرت, وبالتالي يتساءل من يحدّد مفهوم الهزيمة والإنتصار؟”.
وتابع, “بالجانب الإسرائيلي, الواضح أن هناك قراراً, باستمرار الحرب على حركة حماس, بهدف إزالة حكم حماس, وتطوّر الوضع الميداني في غزة يدل وبعد حوالي الـ 50 يوماً على بدء الحرب, بأن إيران حيّدت نفسها عن هذه الحرب, بغض النظر عن تطور الوضع الميداني في غزة, وعن النتائج التي ستُسفر عنها معركة غزة”.
أما بالنسبة لمقاومة حماس, فالواضح أن حماس تقاتل بشدّة, ولكن كل من حماس وإسرائيل هما أمام خيار واحد لا ثاني له, بالنسبة لإسرائيل وضعت هدفاً عالي السقف غير قادرة على التنازل عنه, أما بالنسبة لحماس هذا القتال يهدف إلى كسر الآلة العسكرية الإسرائيلية وتحقيق الصمود, وبالتالي يتوقّع للحرب بعد الهدنة أن تستمر أسابيعاً وربّما أشهر.
ورأى أنه “بعد الهدنة ستركّز اسرائيل على السيطرة على شمال غزة, بالمقابل حماس ستركّز على مواجهة هذه الحرب”.
وخلُص بشارة, بالقول: “الجبهة الجنوبية بعد الهدنة ستشهد المناوشات نفسها, دون توسيعها إلى حرب شاملة, وإذا ما استأنف القتال بعد 4 أيام أو بعد 10 أيام, غير مستبعد أن تستأنف الحرب”.