لا خوف من تضخّم مرتقب… ولكن

أعلن المصرف المركزي عن إصدار طبعة جديدة من فئة المئة ألف ليرة، ووضعها في التداول، هذا الأمر رتّب خشية لدى الأفراد من إحتمال أن يكون ذلك مؤشراً لتضخم جديد يدفع المواطن ثمنه بعودة اللااستقرار لسعر صرف الدولار.

لكن الخبير الاقتصادي أنطوان فرح, يشرح لـ “ليبانون ديبايت” ماذا يعني هذا الإجراء، ويقول: من حيث المبدأ أن اللجوء إلى طبع نقد جديد يتم في 3 حالات:

– الحالة الأولى أن كميات من النقد بالية وتحتاج إلى التلف ويتم استبدالها بأوراق نقدية جديدة.

– الحاجة إلى تكبير الكتلة النقدية بالتداول وبالتالي يتم طبع كميات إضافية من النقد الورقي.

– في الحالة الثالة بعد التضخّم الكبير وتدني قيمة العملة وبالتالي أصبح هناك حاجة إلى طباعة نقد جديد من فئات أكبر لتسهيل التعامل.

أما في المرحلة الحالية ليس من حاجة أو بالأحرى تم تأجيل الحاجة التي كان يتم الحديث عنها إلى طباعة فئة الـ500 ألف أو المليون ليرة.

ويستذكر أنه عندما وصل التضخّم إلى أوجّه وإرتفاع مستمر بالدولار كانت المطالبة بطباعة فئات جديدة من الـ500 ألف والمليون.

اليوم طباعة النقد الجديد, من فئة المئة ألف هو أمر مقرّر سابقاً لأنه عند إصدار العملات يتمّ حجز موعد لطباعتها واحتمال أنها موجودة في المصرف منذ فترة ويتم الإفراج عنها اليوم وبالتالي لا إشارة أن هناك تضخّم لمجرد الإعلان عن النسخة الجديدة من هذه الفئة.

ويستند إلى تحليله هذا إلى “تقلّص الكتلة النقدية في التداول في الفترة الأخيرة ووصلت إلى مستويات أصبحت متوازنة مع الإقتصاد ولذلك نلاحظ الإستقرار المبدئي بسعر صرف الليرة، وبالتالي المئة ألف الجديدة ليس لها أي إشارة سلبية بموضوع التضخم أو إرتفاع بسعر الصرف”.

ويشدّد على أن “سعر الصرف لا زال إلى حد ما مستقر لا سيّما أننا شهدنا بالأمس اجتماعاً في السراي برئاسة رئيس الحكومة تم التركيز فيه على عملية استمرار وتعميق التنسيق بين وزارة المال ومصرف لبنان, ممّا يعني أنه بين الجباية والإيرادات بالليرة وبين أن يبدّل مصرف لبنان هذه الليرات إلى دولارات.

وينبّه أنه في الماضي كان هناك تقصير من وزارة المالية ولا تصل كميات كافية من الليرات إلى المصرف لاستبدالها ويضطر المصرف المركزي أن يغطي لذلك كان يرتفع التضخم.

أما اليوم فإن مصرف لبنان لا يضطر أن يدفع من صناديقه لأن الأموال التي تجبيها وزارة المال كافية ليحولها هو الدولار ويلبّي حاجات الدولة إن لجهة الرواتب أو الحاجيات الأساسية بالدولار.

ويرى فرح, أنه في ظل استمرار الأمر على هذا المنوال فمعنى ذلك أنه سيكون لدينا الإمكانية أن نصمد باستقرار سعر الصرف، ويذكر بما يقوله دائما أنه إذا حصلت أحداث كبيرة مثل أن الحرب تقترب أو الإستمرار لوقت طويل دون القيام بإصلاحات أو تعاف فممكن أن يحصل إلى ضغط على الليرة، إلا أنه حاليا لدينا استقرار.

Exit mobile version