مع بدء الهدنة… ما حقيقة إنهاء الح.ر.ب وتوجّه نتنياهو للإستقالة
ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية في مقال لمراسلة الشؤون السياسية آنا براسكي، أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد يُفكّر بالاستقالة في حال توقفت الحرب، لكنه “سيطلب إنجاز خطوة أخيرة”.
وأضافت براسكي في مقالها، نقلاً عن مصادر من الدوائر القريبة من نتنياهو، أنّ الأخير “يمكن أن يعلن نيته الاستقالة من رئاسة الليكود ومن رئاسة الحكومة، بعد أن يقود إسرائيل ويُنهي مفاوضات لتسوية إقليمية”.
فبالنسبة إلى نتنياهو، “إنّ الطريقة الوحيدة لقيادة الاتصالات لتسوية سياسية واسعة، والتي قد تشمل أيضاً تسوية مع السعودية، هي الإعلان أنّه سيترك الحياة السياسية فور توقيع هذه التسوية”.
في هذا السياق، تحدّث مصدر مطّلع على تفاصيل اتفاق الهدنة الموقتة، عن سيناريو تقديم نتنياهو استقالته، قائلاً إنّه “سينشأ ضغط دولي هستيري على إسرائيل لوقف القتال في غضون أسبوع ونصف – أسبوعين من الهدنة”.
وتابع أنّه “في مرحلة ما، ستوضح واشنطن أنّ حاملات طائراتها ستغادر”.
وأكّد أنّ “المزاج سيكون ضد إسرائيل، والأجواء ستتغير، والقصة ستتفكك، وسيبقى يحيى السنوار مع حركته في جنوب قطاع غزة”.
في هذه النقطة، وفقاً لنفس التقديرات في الغرف المغلقة، “سيعلن الشريك المؤقت وغير السياسي بيني غانتس أنّ الشراكة قد انتهت، وينهض ويغادر”، بحسب مقال “معاريف”.
وتابع المقال أنّه “لطالما كان المحتجون مستعدين لهذه اللحظة الحاسمة، إذ إنّ الخطة هي إطلاق احتجاج ضخم يطالب باستقالة نتنياهو الفورية فور مغادرة غانتس للحكومة”.
وفي اليوم التالي، “قد يصل نتنياهو إلى دعم شعبي ضعيف، مع غضب اليمين من الصفقة التي أدت إلى وقف الحرب”.
ووفقاً للتقديرات في النظام السياسي، “إذا اقتنع نتنياهو بأنّ فرص التعافي هي صفر، وليس هناك طريق عودة، فسوف يكون مستعداً لخطوة دراماتيكية”.
في المقابل، كان لصحيفة “هآرتس” رأي آخر، إذ ذكرت أنّ الضغط على رئيس حكومة إسرائيل للاستقالة “عقيم، وغير مُجدِ”، مؤكّدةً أنّ احتمال الاستقالة غير موجود بالنسبة له، وأنّ “توقع استقالته يشبه توقع أن يُنهي حياته”، لذلك يجب “الإطاحة به”.
وفي مقاله في الصحيفة الإسرائيلية، قال الكاتب والصحافي الإسرائيلي، يوسي ليفي، وهو مؤلف كتاب “فقط بيبي” الذي انتقد فيه نتنياهو، إنّ “نتنياهو لا يعتقد أنّه ملك، بل إنّه مقتنع بذلك”.
ومؤكّداً على عمق الأزمة المتفاقمة في الكيان الإسرائيلي، أشار ليفي إلى أنّ “إسرائيل ونتنياهو في تضاربٍ حاد في المصالح منذ عدّة سنوات”، قائلاً إنّ “ما هو جيد لإسرائيل سيء لنتنياهو، والعكس صحيح”.
وهاجم المقال نتنياهو واصفاً إياه بأنّه “ضحّى دائماً بالمصالح الاستراتيجية من أجل مكاسبه الشخصية الآنية”، ومُذكّراً بأنّ أول من شخّص ذلك كان رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إسحاق شامير، والذي وصف نتنياهو بأنّه “ملاك التخريب الذي سيعطي الأولوية دائماً لصالحه الشخصي”.
ودعا إلى وقفاتٍ احتجاجية بالقرب من منزلي رئيسة “المحكمة العليا” في إسرائيل، إستير حيوت، ورئيس الكيان، إسحاق هرتسوغ، مُعتبراً أنّها “المرحلة الأولى من الإطاحة بنتنياهو”