أجهزة إستخباراتية لـ 20 دولة في هذه المنطقة

لم يكن قادة الصف الأول في المقاومة وفي أي يوم من الأيام، بمنأى عن الإستهداف الإسرائيلي، إلاّ أن استهداف قياديين ميدانيين في غارة على بلدة بيت ياحون، طرح أسئلةً وشكوكاً حول وجود دورٍ مشبوه لعملاء يعملون لصالح العدو الإسرائيلي، حيث يقول الكاتب والمحلل السياسي جورج شاهين، إنه “ليس سراً بأن الجنوب اللبناني يعجّ بشبكات المخبرين، والإستخبارات على مختلف أنواعها،” معتبراً أنه “إذا كانت القوات الدولية تجمع 35 دولة، فإن في الجنوب ما يقارب ال20 دولة لها أجهزة مخابرات بين اللبنانيين نتيجة الوضع الإقتصادي والإجتماعي ونتيجة وقوع الجنوب اليوم في منطقة ساخنة، ولعل أخطر وأكبر المجموعات الإستخبارية هي التي تديرها الإستخبارات الإسرائيلية بوسائل مختلفة”.

ويذكّر المحلل شاهين في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، بأن “إسرائيل أمضت سنوات عدة في الجنوب ولها خبرة في العلاقات مع الأهالي وتعرف كيفية تجنيد المخبرين، إضافة إلى ذلك ليس هناك من يعتقد عكس ما أقوله بأن إسرائيل اليوم تصدّر إلى دول العالم، كل أشكال أجهزة التنصّت البصرية وغير البصرية كما السمعية وتلك التكنولوجيا المتطورة التي يمكن من خلالها خرق شبكات الإتصال إن كان على مستوى المواقع الإلكترونية أو على مستوى شبكات الهاتف الخليوي، ولا ننسى أنه خلال الحروب السابقة كان جيش الدفاع الإسرائيلي يخاطب اللبنانيين على شبكة الهاتف الأرضية ويوجّه الإنذارات إلى اللبنانيين من الجنوب إلى الشمال، وتجارب العام 2006 لم تغب عن بيوت اللبنانيين”.

وعليه، يتابع شاهين، أنه “ليس مستغرباً القول إن هناك شبكات تتعامل مع العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان عدا عن أجهزة المراقبة المتطورة التي تستخدمها، فليس من المنطقي اعتبار عملية تدمير الكاميرات التي كانت منصوبة فوق الشريط الشائك في الجنوب، بأنها كانت الوسيلة الوحيدة لمراقبة المنطقة ورصد أي حركة قد تشهدها”.

ورداً على سؤال حول عدم وجود أي رصد بعد تدمير هذه الكاميرات، يؤكد شاهين استمرار الرصد والإستخبارات، مشيراً إلى أن “حزب الله كشف عن العديد من هذه العمليات، وأجهزة الإستخبارات في الجيش اللبناني كشفت عن هذا الأمر حتى أن التحقيقات مع بعض الموقوفين من السوريين عند اكتشاف وجود أسلحة في مخيماتهم، وهواتف اتصال دولية، أدت إلى اكتشاف العديد من الشبكات في الجنوب، ولعلّ الإجراءات الأخيرة التي بدأتها البلديات والأجهزة الأمنية في بعض المدن الجنوبية، هي خير دليل على اكتشاف مثل هذه الشبكات تداركاً لأخطارها على أمن الأهالي وأمن القوات الدولية والجيش اللبناني”.

ولكن هل تمّ التثبت من عمليات خرق؟ هنا يقول شاهين إنه “بالإضافة إلى عمليات الخرق الثابتة التي لا يمكن أن ينفيها أحد، لأن جهاز الإستخبارات التابع للمقاومة أو للجيش اللبناني، يعرفون أن هناك خلايا نائمة وأن هناك مخبرين، في مختلف المناطق، لكن يمكن القول ووفق معلومات أمنية واستخبارية أن بعض العمليات لم يفهمها الرأي العام اللبناني ذلك أنها كانت متبادلة بين المقاومة وإسرائيل نتيجة خرق أي منهما لقواعد الإشتباك التي رُسمت منذ سنوات في المنطقة”.

وحول عملية اغتيال القادة الخمسة من المقاومة ليل الأربعاء الماضي، يشير شاهين إلى أنها “إحدى العمليات الإستخبارية التي ردت من خلالها إسرائيل على عملية أخرى، ما زلنا نجهلها حتى اليوم نفّذها الحزب في المنطقة التي تعرضت للقصف أخيراً في شمال إسرائيل”.

أمّا بالنسبة لخرق قواعد الإشتباك، فلا يعتقد شاهين أن “مثل هذه العمليات هي خرق لقواعد الإشتباك، فعندما يُقال جندي مقابل جندي ومدني مقابل مدني، فإن أي عملية تستهدف مركزاً عسكرياً إسرائيلياً، لا يمكن اعتبارها خارج قواعد الإشتباك، كما إن إسرائيل خرقت هذه القواعد أكثر من مرة، ولا ننسى أنه عند اغتيال الجدة وحفيداتها الثلاث وصل موفد الرئيس الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت خلال ساعات قليلة ليطمئن اللبنانيين، بأن هذه العملية مُدانة وقد ارتُكبت بالخطأ ولن تتكرر، وعن خرق قواعد الإشتباك، فلن يكشف أي من الطرفين على ما أعتقد، عن الخرق الذي نفّذه أيّ منهما”.

Exit mobile version