إعتبر الباحث في الشأن الفلسطيني الأسير المُحرّر تيسير سليمان أن “عملية 7 تشرين الأول أعادت تصويب القضية الفلسطينية، وشبّان المقاومة أعادوا القضية إلى مسارها الطبيعي، محققين حالة من البطولة الفلسطينية”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال سليمان: “لقد شاركتُ محمد الضيف في مرحلة التأسيس، كما تشاركنا العمل في الضفة الغربية ومدينة القدس لسنوات طويلة، فقمنا هناك بعمليات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين إضافة إلى عمليات أسر للطرفين”.
ولفت إلى أنه “يُخطئ الإحتلال أن كان يعتقد أنه في حال قضى على قيادات حماس، سيقضي على كتائب القسّام، فمن يتم إغتياله، هناك من سيأتي ليحل مكانه، ويحافظ على إستمرارية المقاومة، وما حصل اليوم هو نتيجة جهد شديد بدأ يعطي ثماره”.
وتابع، “نحن أمام مرحلة أَعَدّت فيها المقاومة للمواجهة، لمواجهة القبة الحديدية، وطائرات الدرون وغيرها من الأسلحة المتطورة ونجحت بذلك، فالمقاومة تشكل منظومة كاملة منظمة بطريقة أفضل مما قد تقوم به الدول، وما حصل هو إنتصار تاريخي يُدَرّس، وكل ما كان يُعتبر من الآمال أصبح حقيقة، وكل ما قُدم لدعم المقاومة أعطى ثماره، وكل من شارك في 7 تشرين الثاني، شارك في إعادة وعينا كي نثق أننا قادرون على ضرب الإحتلال”.
وأكد أن “فرقة غزة كانت الفرقة الأقوى التي تستعملها إسرائيل للردع مع قيادة الشاباك، وقد تم القضاء عليها، فما قامت به كتائب القسّام، هو عمل أمني بإمتياز أربك القوات الإسرائيلية، فقوات النخبة الموزعة بفرق تمكنت خلال دقائق من الوصول ألى المواقع الإسرائيلية، وهؤلاء الشبان لديهم إيمان بالله وبقضيتهم وبقدرتهم وقد يستشهدون وهم يصنعون الحدث”.
وأضاف، “لقد جعلونا نكتشف أن الكيان لا يشكل شيئاً خطيراً، لقد ردّ بعملية إجرامية كي يُنسينا ماذا حصل فجر السابع من تشرين الأول، ولم يفلح. نحن نفخر بالمقاتلين الذين تولوا العملية ولم يترددوا، حوالي 1200 شاب أرادوا تنفيذ المهمة بكل إصرار، في المقابل تردد وتقاعس جنود الإحتلال عن الإلتحاق بوحداتهم لأنهم غير مقتنعين بالهجوم وبقرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
وأكد أننا “أمام نجاح أمني نوعي وأمام تضليل كبير للعدو، نحن أمام مرحلة مميزة المؤلم فيها هي السادية الإسرائيلية تجاه المدنيين، فالعملية تعتبر فخر وتاج على رأس المقاومين، وسيسجل التاريخ كيف إنقلبت المقاومة من شعب تحت الإحتلال إلى شعب يعمل على التحرر”.
وختم سليمان بالقول “أصبح الإحتلال يخاف على جنوده في غزة، وبالتالي عليه إما القبول بوقف إطلاق النار والإقرار بالهزيمة، وإما الإستمرار بالحرب وتلقي هزائم جديدة”.