لطالما ازدهرت تجارةُ وبيع المشروبات الكحوليّة في لبنان، هذا البلد الصّغير المتنوِّع الذي يعشقُ شعبُه السّهر والكيف، ويعرفُ جيّداً كيف يُحوّل المُناسبات الى حفلات فرحٍ حقيقيّة تُشرَب فيها أنخاب الصّحة والحياة والاستمراريّة. قطاعُ الكحول ينتظرُ الأعياد بفارغ الصّبر، فكيف هو وضعه؟ وهل تزدهرُ حركة البيع خلال الشّهر المُقبل؟
يقول رئيس نقابة منتجي الكحول والخمور والمشروبات الروحيّة في لبنان كارلوس العظم: “هناك تحسّنٌ كبيرٌ في القطاع هذا العام مُقارنة بالعام الماضي، ومُعظم المستهلكين عادوا الى الأصناف التي كانوا يستعملونها سابقاً”، لافتاً، في مقابلة مع موقع mtv، الى أنّ “الزيادة في الاستهلاك تتراوح ما بين 15% و45% لبعض الأنواع، ولكن بمجملها ما زالت تُشكّل ما بين 40% و50% فقط من الاستهلاك الذي تحقّق سنة 2018 أي قبل الأزمة الاقتصاديّة”.
ما هي توقّعاتكم لحركة البيع في موسم الأعياد؟ يُجيب العظم: “التوقّعات جيّدة، ولكن هناك تراجعٌ بسبب غياب المُغتربين في فترة الأعياد، حيث أنّ الوضع الأمني لن يسمح لأكثر من 20% منهم بالتواجد في لبنان”، كاشفاً أنّ “نسبة المبيعات في موسم عيديّ الميلاد ورأس السنة تُشكّل حوالي 30% الى 35% من الاستهلاك السنويّ”، أمّا المشروبات الكحوليّة الاكثر استهلاكاً في لبنان بشكلٍ عام في هذه الفترة فهي الويسكي والنبيذ الأحمر بشكلٍ أساسي تليه الشامبانيا والنبيذ الأبيض والعرق والجين، على حدّ قول العظم.
وفي الختام، يؤكّد العظم أنّ “هناك الكثير من المُنتجات الوطنيّة في قطاع الكحول التي تُضاهي بنوعيّتها وجودتها المُنتجات الأجنبيّة المعروفة، ونفتخرُ بتصدير العديد من العلامات التجاريّة المحليّة الى الخارج، لذلك نُشجّع المُستهلكين على شراء مشروبات الكحول الوطنيّة، لأن كلّ دولار يُصرف على المنتج المحليّ الصّنع يستفيد منه عددٌ كبيرٌ من اللبنانيّين على عكس المُنتجات المستوردة التي يستفيد منها فقط بعض المُستوردين وليس اليد العاملة والمصانع اللبنانيّة”.
هذا العيد، شَجِّعوا كلّ ما هو محليّ الصّنع، وليكن النّصف المُمتلئ من كأسكم لبنانيّاً مئة في المئة، لنشربَ معاً نخب عامٍ جديدٍ يحملُ السّلام أولاً الى كلّ شبرٍ من لبنان…
جيسيكا حبشي – موقع mtv