من دون أي سابق إنذار، أُطلقت رصاصة الرحمة على أعداد لا يستهان بها من مرضى السرطان، مع أخذ القرار برفع الدعم بشكل كليّ عن بعضٍ أصناف دواء السرطان بعد تغيير مصرف لبنان آلية الدعم، واستمرار البحث عن آلية جديدة لتأمين الأموال اللازمة.
هكذا تلقى المرضى الخبر، ليواجهوا مصيرهم مع عداد حياتهم الذي بات مرتبطًا بقرارٍ من الجهات المسؤولة الداعمة، إذ فوجئ العديد منهم بأنّهم باتوا مجبرين على دفع ثمن أدويتهم التي تُعتبر أسعارها فلكية بالمقارنة مع قدراتهم، خاصةً وسط وضعٍ اقتصاديّ صعب، تحديدًا لأولئك الذين يتلقون العلاج داخل المراكز التي تهتم بهذه الحالات، إذ إنّه من المستحل أن يُراعي النظام الصحي في لبنان حالات هؤلاء خاصةً على الصعيد المادي.
وكأي جهة أخرى، صُعق مركز “سان جود”، الذي يُعنى بعلاج عشرات الأطفال بهذا القرار، الذي من شأنه أن يحرم العديد من المرضى حقهم بالعلاج المتوقف على تأمين الأموال. وبحسب معلومات”لبنان 24” فإن المركز تلقى الخبر مثله مثل الأهالي والمستشفيات، حيث لم يتم وضعهم في جو الأمر الحاصل، إذ تمت إفادتهم بأن الدعم قد توقف.
وبتواصلٍ من قبل بعضٍ الأهالي مع وزير الصحة الدكتور فراس الابيض، علم “لبنان 24” بأن الوزارة قد شرحت لهم بأن هناك قرارًا قد اتخذ بوقف الدعم عن أصناف معينة من الأدوية، والإبقاء على دعم أصناف أخرى، إذ طالب العديد من الأطباء وزير الصحة بأنواع محدّدة من الأدوية إلا أنّه أعلمهم بأنّها غير متوفرة نظرًا إلى أن توافرها كان يعتمد على أموال الدعم، إلا أنّه مع توقف الدعم عنها مع بدء سريان القرار الجديد فإنّها لم تعد بمتناول المرضى، ليتم وضع الحمل على عاتق المرضى، علمًا أن الأدوية التي تم التوقف عن دعمها يصل سعر البعض منها إلى آلاف الدولارات، وهذا ما سيشكّل عائقًا كبيرًا أمام المرضى لتأمين الأموال اللازمة للعلاج، خاصةً أمام المراكز التي لن يكون بمقدورها أبدًا تحمل عبء مئات الآلاف من الأطفال نظرًا لارتفاع معدل الاصابة بالسرطان في لبنان خاصةً بين الاطفال.
وزير الصحة يوضح
“لبنان 24” تواصل مع وزيرالصحة فراس الأبيض الذي قال إن مجلس الوزراء كان قد اتخذ سابقًا قرارًا بتوفير ما يقارب 45 مليون دولار للصحة يتم الصرف منها حاليًا.
أضاف” أن حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري قد اتخذ القرار بعدم الاستمرار بدعم أدوية السرطان بالآلية التي تم اعتمادها خلال السنوات السابقة، وهذا ما أدى إلى الطلب من الحكومة تأمين أموال الأدوية، إلا أن القدرة المالية للحكومة لا تسمح بتغطية كافة الأدوية، مشيرًا إلى أن الأموال قبل هذا القرار لم تكن تؤمن بشكل كامل، فكيف سيكون الحال اليوم؟
وأكد وزير الصحة أن العمل يتم على قدم وساق مع الجهات الضامنة مع انتظار الموازنة التي ستقرّ والتي سنبحث بالتوازي معها الحلول اللازمة.