من سيحكم غ.ز.ة بعد الحرب

من سيحكم غ.ز.ة بعد الحرب

ذكرت موقع “الجزيرة”، أنّ صحيفة “واشنطن بوست”، قالت إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترغب في أن تتولى السلطة الوطنية الفلسطينية “بعد تنشيطها” حكم قطاع غزة عقب انتهاء الحرب.

لكن هذه الفكرة وفق تقرير الصحيفة الأميركية لا تحظى بشعبية كبيرة في إسرائيل، وحتى وسط العديد من الفلسطينيين، فالإسرائيليون لا يرغبون في تولي المهمة، والدول العربية تقاوم الفكرة.

وتفيد الصحيفة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد يتطوع لتولي المهمة، “لكن الشعب الفلسطيني ربما لا يريده”.

وطبقا لتقرير الصحيفة، فقد سعى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدفع تلك النقاشات إلى الأمام، لكن لم تكن هناك سوى القليل من الأجوبة السهلة عن تلك الأسئلة. وتضغط إدارة بايدن من أجل “تنصيب” السلطة الفلسطينية “بعد تنشيط” دورها لإدارة غزة، إلا أن فكرة كهذه لا تحظى بشعبية لدى الحكومة الإسرائيلية، ولا حتى بين العديد من الفلسطينيين.

ويقر المسؤولون الأميركيون بأنهم يواجهون هذا التحدي، لكنهم يقولون، إن السلطة هي الحل الأفضل ولربما الوحيد من بين قائمة من الخيارات “السيئة”، ومن ضمنها عودة الاحتلال الإسرائيلي المباشر لقطاع غزة، كما جاء في تقرير واشنطن بوست.

وأعادت الصحيفة التذكير بأن إسرائيل تعهدت عقب هجوم “حماس” في السابع من تشرين الأول المنصرم بالقضاء على حركة حماس ككيان عسكري حاكم.

غير أن حركة حماس قد ترسخت عميقا برأي الصحيفة الأميركية في قطاع غزة على مدى أكثر من 15 عاما في كل قطاعات المجتمع، ليس في الوزارات الحكومية فقط، بل وفي الجمعيات الخيرية والمحاكم والمساجد والفرق الرياضية والسجون والبلديات والشباب.

وظلت حماس منذ ذلك الوقت تشرف على الاقتصاد والرعاية الصحية والمياه والكهرباء والتجارة والبنية التحتية والأمن، “ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين العديد من الفلسطينيين بعد الهجوم”.

وتتابع الصحيفة القول، إن جهود الإدارة الأميركية الحالية والسابقة تركزت على التوسط في تحسين علاقات إسرائيل بجيرانها العرب، على حساب الفلسطينيين الذين أصبحوا “مهمشين” هم وقضيتهم.

والآن تقول “واشنطن بوست”: عاد الفلسطينيون مرة أخرى “بفضل حماس” إلى الواجهة، بل إن توقف الهجوم الإسرائيلي على غزة لمدة أسبوع جرى ترتيبه على نحو زاد من شعبيتها.

ومع أن المسؤولين الأميركيين يلومون حماس على تأزم الوضع الإنساني في غزة، إلا أنهم يعترفون بأن الرد الإسرائيلي القاسي أدى إلى تأجيج الغضب الفلسطيني، وعرقلة التقدم نحو سلام أكثر استدامة.

ويقول الإسرائيليون، إنهم لا يريدون العودة إلى احتلال غزة. لكنهم يناقشون التحسينات الأمنية؛ مثل: إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع إسرائيل، وإمكانية وصول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة خلال فترة انتقالية من شأنها أن تلغي بعض عناصر الحكم الذاتي عن سكان غزة.

وتفيد الصحيفة أن إدارة بايدن تعارض “بشدة” أي قيود تتعلق بالطريقة التي يمكن لسكان غزة استخدام أراضيهم، وتتطلع إلى تسليم القوات الإسرائيلية المسؤولية، ربما إلى القوات الدولية التي تعهدت بها الدول العربية، من أجل أمن القطاع.

غير أن المراقبين يرون أن وضع خطط للمستقبل ستكتنفه تعقيدات جراء ما يحدث في ظل استمرار الصراع. ويصف خبراء نقلت عنهم الصحيفة، أن مسألة من سيحافظ على القانون والنظام بعد الصراع “معقدة للغاية”.

(الجزيرة)

Exit mobile version