أكد الباحث العسكري والإستراتيجي العميد الدكتور هشام جابر أن “القادة العسكريين الإسرائيليين إستهانوا بالمعلومات الأمنية التي وصلتهم حول تدريبات ومخططات حركة حماس وإعتبروها مظاهر خادعة، فحصلت عملية السابع من تشرين الأول وإمتدت على ثلاثة أيام متتالية”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال جابر: “عادة في مفهوم حرب العصابات، تضرب جماعية معينة وتهرب، ولكن مقاتلي حماس ضربوا وبقيوا في مواقعهم، ولا شك أن عملية طوفان الأقصى ستدرس في المدارس العسكرية”.
وأوضح أنه “منذ اليوم الثاني للعملية، بدأ العدو بقصف غزة قصفاً وحشياً تمهيدأ لهجوم بري تأخر لمدة ثلاثة أسابيع، إذ أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من إعتماد خطة محددة للهجوم بسبب غياب الأهداف العسكرية، فلا أحد يعلم مكان وجود مقاتلي حماس الذين لا يظهرون إلاّ بعليات خاطفة، ويُعتقد أن معقلهم هو مخيم جباليا، هذا ما يفسر قصفه العنيف”.
وأكد أن “الآلة العسكرية الإسرائيلية تقوم بعمل مدروس لأهداف سياسية، كإفراغ غزة وجعلها من دون شعب، ودفع سكانها إلى الشعور بعدم الأمان عن طريق قصف المستشفيات، وقد دخل الإسرائيليون إلى الشمال لفصله عن الجنوب وقطع الإتصال بين المنطقتين، ولكنهم فشلوا بإعتراف قيادتهم بالسيطرة على الشمال، وفشلوا في دخول مخيماته بعد أن تعرضوا للكمائن”.
ولفت إلى أن “مدينة خان يونس هي ثاني مدينة في قطاع غزة، وهي مركز إستراتيجي هام جداً، وفي حال سقطت، يسهل إحتلال مدينة غزة، والإسرائيليون في مأزق كبير وهم مجبرون على مواصلة القتال، خاصة وأنهم لم يتمكنوا من تحقيق أي هدف حتى الآن، وحماس لا تزال تملك حوالي 70% من قدرتها العسكرية”.
وتابع، لا يمكن لإسرائيل تحمل حرب طويلة، ولن تتمكن من تخطي عتبة الـ 4 أشهر، فالتعبئة العامة لا يمكنها أن تدوم لأكثر من ذلك، والخوف هو أن تفتح جبهة لبنان، وفي حال توسع القتال سندخل حرباً إقليمية، وحاملات الطائرات ليست هنا بسبب حرب غزة إنما لتحذير حزب الله من مغبة فتح المعركة بشكل واسع، إذ ستقصف عندها القوات الأميركية مواقع الحزب العسكرية، وفي حال حصل ذلك ستفتح الحرب في الجولان والعراق واليمن وقد تتدخل إيران مباشرة”.
وأضاف، ” يعي حزب الله مخاطر فتح حرب واسعة، والكوارث التي قد تصيب لبنان من جرائها، وبالتالي لن يكون البادئ، في المقابل إن لم يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تحقيق نتائج ملموسة في غزة خلال هذا الشهر، عندها سيتوجه نحو جبهة لبنان تحت مقولة “علي وعلى أعدائي” مورطاً الأميركيين معه”.
وأشار إلى أن “الأميركي والإيراني متفاهمان، هما لا يريدان توسيع رقعة الحرب، والخوف من أن يقصف الإسرائيلي الأميركيين، ويدعي أن حزب الله هو الفاعل”.
وكشف أنه “قد تحصل هدنة جديدة، يبدأ بعدها حل يقضي بتحويل منطقة شمال غزة إلى منطقة منزوعة السلاح برعاية دولية، والسؤال هو هل سترضى حماس بهذا الحل؟ علماً أن الهدف الأساسي من قصف المدنيين هو دفع سكان غزة إلى تركها، وإن لم يسمح المصريون بإستقبالهم عبر معبر رفح، لن يتبقى أمامهم إلاّ البحر، وفي البحر يوجد مستشفاً فرنسي عائم جاهز لإستقبالهم ومداواتهم وتأمين الأمان لهم، ثم تأتي بواخر أخرى حاضرة لنقلهم إلى بعض الدول بشكل مؤقت قد يتحول إلى دائم”.
وختم العميد جابر بالقول “حتى اليوم لا يمكن إزالة إسرائيل من الوجود، ولو أمكن ذلك لكنّا شاهدنا حزب الله منخرط في المعركة الواسعة، فأميركا لن تضحي بإسرائيل على المدى المنظور، وقد تزول إسرائيل عندما تبدأ بالتفكك داخلياً، أو عندما تتفكك وتزول أميركا كدولة عظمى، عندها نشهد النهاية”.