جنبلاط لل.ح.زب: لا تمنحوهم الفرصة
شكّلت دارة زعيم المختارة وليد جنبلاط في كليمنصو محجّةً للوفود الدبلوماسية والسياسية, لا سيّما في اليومين المنصرمين، ممّا رسم علامات استفهام حول الملفات التي يجري البحث في أعماقها ولا سيّما ما يتعلّق بموضوع الجبهة الجنوبية والموضوع الأبرز اليوم وهو الشغور المرتقب في قيادة الجيش وتنسيق المواقف في هذه الملفات.
وتلفت مصادر من الحزب التقدمي الإشتراكي إلى “مكانة الزعيم حتى خارج هذه الظروف الإستثنائية اليوم فلا يأتي أي وفد رسمي إلى لبنان إلا ويصرّ من خارج الجدول البروتوكولي على تحديد موعد مع وليد جنبلاط، والسبب هو عقلية هذا الرجل وموقفه واتصالاته وعلاقاته وقراءاته واستشرافه لأمور”.
هذا هو السبب الأول برأي المصادر لحركة الزيارات إلى دارته، أما السبب الثاني فهو الموقف الذي اتخذه منذ بداية العدوان على غزة لما شكّله من قراءة واضحة لمسار الأمور وخصوصية لبنان وموقعه وتأثره وكيف يمكن حمايته، وهو كان سباقاً بهذا الموقف، فأول من تحدث في العالم العربي عن هذا الموضوع كان وليد جنبلاط.
وتقول: “هو مستمر منذ ذلك الوقت على حد تعبير المصادر بهذا السلوك من الدعوة إلى حماية لبنان, وإذ يشدد على أنه إلى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني إلا أنه في الوقت عينه يحذّر من جر لبنان إلى حرب شاملة”.
وتلفت المصادر, إلى أن “الأحداث جاءت لتثبّت صحة وجهة نظره من قراءة ما يجري في غزة أنه ليس مسألة أيام وتنتهي حماس، كما كان يفكر الإسرائيلي، وانسحبت التداعيات على لبنان، رغم أن الأمور في الجنوب مضبوطة إلى حدود بعيدة ضمن قواعد الإشتباك، لكن التهديدات الإسرائيلية لم تتوقف أبداً، وبأن خيار الذهاب إلى حرب في الجبهة الشمالية وارد جداً.
ومن منطلق تحليل الموقف الإسرائيلي هذا, تشير المصادر أن الإسرائيلي يأخذ أمرين بعين الإعتبار:
– صحيح أن الأمور مضبوطة ضمن حدود الإشتباك على الحدود الجنوبية لكن لحق بالإسرائيلي أذيّتين الأولى أن هناك إصابات دقيقة في المواقع من الكاميرات إلى الرادارات إلى الأجهزة وغيرها من قبل حزب الله وإحدى المرات وصلت الصواريخ إلى حيفا.
– اأما الثانية فتتعلّق بموضوع المستوطنين الذين يرفضون العودة إلى المستوطنات خوفاً من صواريخ حزب الله ويتّهمون الجيش الإسرائيلي بأنه لا يقوم بأي خطوة لحمايتهم، وبالتالي عليه القيام بشيئ ما.
وهنا تتوقف المصادر عند أمر لافت, أن “ما يتحجّج به المستطونون يعاني منه الجنوبيون منذ الـ48 ويتعرّضون بشكل دائم للإعتداءات من الجانب الإسرائيلي، وما هذه الذريعة اليوم للإسرائيليين هي للتغطية على فشلهم ويريدون أن يدفع لبنان الثمن”.
هذه الحالة خلقت مناخاً من الضغط الإسرائيلي والإنحراف الأميركي الأوروبي مع إسرائيل، ووفق هذا الجو لا بدّ من أن يحصل شيئاً ما، وأيضاً من هنا بدأت إثارة القرار 1701 والمنطقة العازلة، والأمر الذي دفع بعدد من الموفدين أن يأتوا إلى لبنان ويعكسوا هذه الحالة.
وتكشف المصادر, أن “بعض الموفدين قالوا كلاماً واضحاً ووصفو بشكل واضح أنه هناك حالة من الجنون في إسرائيل، بما معناه أنهم يمكن أن يلجأوا إلى أي أمر”.
وتتناول المصادر, رد وليد بك على هؤلاء الموفدين حيث حمّلهم المسؤولية وقال لهم: “أننا نعلم تمامًا هذا الجنون الإسرائيلي ولكن أنتم ماذا تفعلون، وعليكم أن تمارسوا الضغط على الإسرائيلي فهو يستقوي بالسلاح والوجود الأميركي”، حتى أنه ذهب لمصارحتهم بأن الإسرائيلي يريد توريط الأميركي معه في هذه الحرب”.
أما الخط الثاني الذي يسلكه زعيم المختارة مع حزب الله في الداخل فتوضح المصادر, أنه يقول : “نحن نعرف هذا الوضع ولكن علينا الحذر “إنطلاقاً من الكلمة الأولى التي قالها في 7 تشرين الأول أن لا ننجر نحن ولا نعطي الإسرائيلي أية فرصة ونبقى بحدود الدفاع وقواعد الإشتباك”.
وبخصوص الزيارة التي قام بها المعاون السياسي للأمين العام لـ “حزب الله” حسين الخليل ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا إلى كليمنصو فتصنّفها المصادر ضمن إطار العلاقة بين الحزبين والعلاقة التي تجمعهما فهما يزوران جنبلاط بشكل مستمر.
وتعود المصادر لتلخّص حركة جنبلاط ضمن خطّين دولي ومحلّي فهو يلتقي الموفدين الدوليين الذين يضغطون بهذا الإتجاه الذي ذكرته، ووليد جنبلاط من خلال سنواته المفتوحة مع حزب الله التي يعرفها الجميع فهو يعود ليؤكد مع الحزب على الثابت الذي أطلقه في 7 تشرين الأول بتبادل المعلومات من جهة والتأكيد على الموقف أن لا نعطي ذريعة للآخرين، وهذا الكلام نفسه تداول به مع السفير الإيراني من باب الخصوصية بين الحزب وإيران.
وتنبّه المصادر, إلى أن هذا الجو الذي ترسله أميركا والغرب علينا أن نكون يقظين تجاهه.
وبالطبع لن يمر اللقاء الذي جمع الطرفين بدون الحديث عن الملف الداهم وهو الشغور في قيادة الجيش، فلم تخفِ المصارد أنه جرت مناقشة الأمر حيث أكد وفد الحزب أن لا مشكلة لديه مع قائد الجيش جوزاف عون فعلى مدى سبع سنوات نحن على تعاون معه هذا أولاً أما ثانياً فقد شدّد الوفد على أن الحزب لا يريد فراغاً في المؤسسة العسكرية أو ما يمس بهذه المؤسسة.
وتؤكد المصادر أن الحزب منفتح على مناقشة كل الصيغ لكنهم لم يحسموا كلمتهم بهذا الإتجاه أو ذاك.