غم الظروف القاسية التي يعيشها اللبنانيون، الا ان روحانية أجواء الميلاد ترفرف فوق كل منزل وشارع ومجمع تجاري، وحتى في ورش النجارة وتصليح السيارات. فعلى الرغم من الازمات المتلاحقة محليا على الصعيد الأمني والاقتصادي والحياتي، رُفعت شجرة الميلاد في كل مكان، وافتتحت الأسواق التجارية في العاصمة بيروت والاشرفية وفي مدينة جبيل وزحلة والبترون.
إشارة الى ان العيد يأتي هذا العام في ظل التوترات الأمنية والعمليات العسكرية العنيفة في مناطق الشريط الحدودي، الى جانب الاضطراب النقدي الذي يشهده لبنان منذ نحو 4 سنوات تقريبا، فمع ذلك لبست الشوارع حلّة العيد، وان كانت الزينة خجولة بسبب سعرها المرتفع بعد ان أصبحت تحتسب بالدولار، لذلك لم يمنع الشظف من رونقها، الذي كاد ان يتلاشى بفعل الضيق المعيشي من جهة والتوتر الأمني من ناحية اخرى. واستعاد المواطنون الروح الاحتفالية، ناشرين الذبذبات الإيجابية والأجواء الايمانية والفرحة والامل.
وفي الإطار، اوضح عضو في بلدية بيروت لـ “الديار” ان عيد الميلاد “محطة مهمة تعيد الحياة والبهجة للناس، ورغم التوفير بأدوات الزينة السنوية الخاصة بعيدي الميلاد ورأس السنة، الا ان التقشّف لم يقلل من جمال التفاصيل البسيطة، وان كانت الأغراض المستعملة قليلة جدا، سواء في المجمعات التجارية او على واجهات مراكز التسوق الكبرى ومتاجر الهدايا والسلع المتخصصة. لكن الاهم من كل ذلك، انها لا تزال تعكس الأجواء الاحتفالية للمناسبتين، بغية شد الزبائن وتفعيل حركة العجلة الاقتصادية”.
وقال روجيه، وهو صاحب محل للزينة في منطقة الجميزة لـ “الديار”: “يعتبر عيد الميلاد ثاني اهم الأعياد المسيحية على الاطلاق بعد عيد القيامة، كونه يمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح، بدءا من ليلة 24 كانون الأول وحتى نهاية 25 منه. اما الشجرة فهي احدى أكثر تقاليد عيد الميلاد انتشارا، وعادة ما تكون الشجرة اما صنوبرية طبيعية او مخروطية خضراء مثل السرو، والبعض يضع شجرة اصطناعية. ويجري التزيين بالبلورات الحمراء والحلى التقليدية مثل الاكاليل، ويتم وضع نجمة او تمثال ملاك في اعلى الشجرة لتمثيل جبرائيل او نجمة بيت لحم، حيث هو موطن ميلاد يسوع”. وأضاف “لا يوجد تزاحم من قبل فئة معينة من الناس على شراء مثل هذه الأمور، بسبب الفقر وعجز الناس عن تأمين مستلزمات العيد، لكن الحركة الاقتصادية لا بأس بها، وان كانت تعتبر ضعيفة مقارنة مع حركة الأعياد في الأعوام الماضية”.
ولا يخفى على أحد ان الوضع الأمني جنوبا بات مقلقا جدا، بعد احتدام المعارك الحربية على الحدود المتاخمة للعدو الإسرائيلي، ومع تصاعد وتيرة الضربات نزح ما يقارب الـ 60 ألف مواطن جنوبي (52% نساء) نحو القرى الأكثر سكينة بهدف التماس الأمان، وذلك وفق آخر إحصاء لوزارة الداخلية. صحيح انه لا يمكن انكار ان الاشتباكات العنيفة تعكس كسادا وجمودا في الحركة داخل المحال التجارية، لكن اللبنانيين أصحاب خبرة في التعامل مع الازمات عموما والحروب خصوصا، استنادا الى التجارب التي مروا بها في السابق.
“الديار” جالت على عدد من الأسواق التجارية، وكانت واضحة الحركة الخجولة فيها، وتقصت عن أسعار شجرة وزينة عيد الميلاد ، التي كانت كالعادة متباينة ما بين منطقة وأخرى، فتحول الحديث عن سعر شجرة الميلاد، وخصوصا الزينة الى مادة مثيرة للدهشة بسبب التفاوت بالأرقام.
وجاءت الاسعار على الشكل الاتي:
– في منطقة بشامون تسعيرة الشجرة (صغيرة الحجم) حوالى 30 دولارا.
– في منطقة زحلة وشتورا سعر شجرة 6 أمتار مع الزينة يتراوح ما بين 250 و300 دولار تقريبا.
– كان لافتا ان بعض المحلات التجارية في مزرعة يشوع – المتن عرضت شجرة وزينة مستعملة للبيع، هذا ويتراوح ثمن شجرة كتب عليها (شبه جديدة) ما بين 50 و85 دولارا وهي اصطناعية.
– في بعبدات وصل سعر الشجرة المستعملة الى 30 دولارا.
– في عمشيت بلغ سعر شجرة بوكارينا (مميزة) طول 2.5 سم 700 دولار اميركي.
– في الحازمية سعر شجرة الميلاد ارتفاع 150 سم يبلغ حوالى الـ 70 دولارا.
– اما بالنسبة لزينة شجرة الميلاد فتباع في منطقة طريق المطار بنحو 10 دولارات، وهناك مَن عرض شجرة الميلاد واضعا لافتة كتب عليها “السعر قابل للتفاوض”، ويباع الغزالان في منطقة المتن بـ 30 دولاراً.
ندى عبد الرازق – الديار