كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
القراءة تجعلك حرا إلى الابد… مقولةٌ تصحّ في كل الازمنة، وفي كلّ الأماكن. فالكتب لا تزال تعيشُ في المكتبات كما في الاذهان، والكلام عن عصرٍ انتهى هو جهل لواقع يبدو مغايرا كثيرا لما قد يظنه كثيرون.
صحيح أن الازمة فعلت فعلها بنا جميعا، والكتب في لبنان أخذت نصيبها الواسع لفترة من الزمن، غير ان الامور اختفلت اليوم وها هي تعود رويدا رويدا إلى السكة الصحيحة.
فقد كانت لمعارض الكتب حصّة واسعة من هذا العام، من خلال 3 معارض، أظهرت إقبالا كثيفا على شراء الكتب كما تحسّنا بالقدرة الشرائية بحسب ما أظهرته الارقام.
لا يخفي مدير دار “النهار” للنشر القاضي زياد شبيب في حديث لموقع mtv الالكتروني أن حال الكتاب لم يعد إلى ما كان عليه قبل الازمة غير أنه أفضل بكثير من السنوات الاخيرة، لكنه يؤكد “وضع الكتاب بلبنان بخير”، ويضيف: “لمسنا تحسنا كبيرا بالإقبال على الكتب لذلك أخذنا قرارا بإصدار عشرات الكتب الجديدة خلال الصيف وفي أيلول، ومع الإنطلاقة الجديدة في تشرين وكانون”.
وتابع: “كتُبنا متنوّعة من السياسة والتاريخ والإعلام، إلى الروايات والشعر والأدب، والإقبال يشمل مختلف هذه الانواع، وما فعلناه في السنوات الماضية أننا قمنا بحسومات عندما تراجعت القدرة الشرائية، ورافقنا التحسّن في الفترة اللاحقة من خلال أسعار تبدو مقبولة وغير مبالغ بها”.
ولفت إلى ان الكثير من الكتب القديمة لا يزال مطلوبا بالزخم نفسه، وهناك كتب تُطبع أربع أو خمس مرات، وهناك كتب تتحوّل إلى مراجع، فكثر يعتبرون أن القراءة ملجأ ثقافي وفكري، والإنفاق على شراء الكتب هو أحسن ما ندفعه مقابل أحسن نتيجة، ويضيف: “مش صحيح إنو الناس ما عادت تقرا… عندما تقدّم مادة غنية ومضمونا شيّقا، فإن القارئ سيهتمّ وسيقرأ”.
ويشير شبيب إلى أنه “كما في لبنان كذلك في الدول العربية التي نشارك فيها بالمعارض والتي نتعامل فيها مع موزعين، إذ اكتشفنا من خلال مشاركتنا بأن القراءة لا تزال بخير لا بل هي في تحسّن مستمرّ”. اما عما يحكى عن إهتمام عالمي أكبر بالكتب الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، فيؤكد أنه غير دقيق إذ أظهرت الإحصاءات أن زهاء 25 % من حجم السوق العالمي يلجأ إلى الكتب الالكترونية والغالبية من هذه النسبة هي من الطلاب الذين يلجأون إليها من أجل بحث جامعي، وهو أمر ظرفي وآني… “فيما الكتب تشكل مادة دسمة للفكر والثقافة ولا ينتفي وقتها لو مهما تغيّرت الظروف”.
الكتاب في لبنان بخير… إذًا نحن بخير، لاننا أحوج ما نكون إلى مجتمع مثقف يقرأ ويطّلع قبل أن يكوّن وجهة نظر… لأن واحدة من أكبر مشاكلنا في لبنان أن البعض تحوّلوا إلى أبواق، يهتفون ويدافعون ويبرّرون… من دون أن يكلّفوا أنفسهم عناء البحث والقراءة.