رأى الصحافي والكاتب السياسي فراس الشوفي أنه “من المبكر الحديث عمّا سيحصل بعد إنتهاء الحرب في غزة، هناك أفكار كثيرة تطرحها الدول، وهناك مشروع إسرائيلي واضح يهدف إلى التخلص من حركة حماس، وتهجير الفلسطينيين، عبر سياسة التدمير لكل المؤسسات الحيوية قي القطاع، وبالضغط على السلطات المصرية لفتح معبر رفح لإخراج الفلسطينيين بإتجاه سيناء”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال الشوفي: “ميدانياً، يحاول الإسرائيلي الدخول إلى خان يونس عبر تدمير ممنهج، والمدينة تقدم ملحمة بطولية بالصمود، وحتى الآن الإسرائيلي غير قادر على حسم المعركة، ولو كان بإمكانه ذلك لفعل، خاصة وأنه فشل في تحقيق أهداف عسكرية كبرى، وهو لن يستطيع إلغاء كتائب القسام، التي لا زالت قادرة على توجيه صواريخها إلى الداخل المحتل”.
وتابع، “هذه معركة هي معركة عض اصابع، والمقاومة تملك نفساً طويلاً، وقد تستمر المعارك لأشهر، ومن المستحيل أن يحصل حسم عسكري إسرائيلي صافٍ”.
ولفت إلى أن “مسالة تهجير الفلسطينيين بدأت مع بداية المشروع الصهيوني، كما بدأت المجازر والتهجير فور إعلان دولة إسرائيل في العام 1948، والمشروع مستمر ويستهدف الضفة والداخل وغزة بسبب خشية العدو من خطر الغلبة الديمغرافية للشعب الفلسطيني، والعدو اليوم يستغل هذه المعركة لإستكمال الخطة وللتقليل من هذا الخطر”.
وأكد أن “الجيش المصري هو الجيش الأقوى والأكبر عربياً، ولديه قدرات واسعة تأهله مواجهة إسرائيل، يكفي التلويح باسقاط اتفاقية كامب ديفيد، وفي حال نجحت اسرائيل بالقضاء تلى المقاومة الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، سيشكل ذلك خطراً على المنطقة وعلى مصر لأن المشروع الصهيوني هو من النيل إلى الفرات”.
وأشار إلى أن “المقاوم اللبناني والفلسطيني يحملان شرف الدفاع عن القضية الفلسطينية، وهناك سقوط أخلاقي كبير على مستوى الأنظمة والدول، والمقاومة اللبنانية هي من يلجم الإسرائيلي عن إجتياح بيروت، والجولان هدف للإستيطان، والجنوب هدف للتهجير، ولا رادع دولي يوقف هذا المشروع، فالعالم يتفرج على الفلسطيني يذبح”.
وأكد أنه “في حال تدحرجت الحرب، ستكون المقاومة مستعدة للمواجهة، والعدو متهيب من هذه المعركة، فالمقاومة تظهر صموداً كبيراً، والصواريخ تُطلق من الحافة الأمامية للحدود، وهذه الحرب من الممكن أن تتطور في أية لحظة بسبب خطأ ميداني”.
وأضاف، “ليس من المنطق طلب خروج المقاومة إلى ما بعد الليطاني، فعناصرها هم ابناء المنطقة، هذه قراهم، علماً أن الدول التي تطرح تطبيق القرار 1701 تحاور الجانب اللبناني ولا تفرض الشروط، وهذه المرة الأولى التي يطرح فيها ضرورة تطبيق القرار من قبل الجانبين، في وقت يريد فيه الإسرائيليون ترحيل قوات الرضوان لانها قوات النخبة عن الجبهة حتى لا تنفذ عمليات نوعية في إتجاه الداخل الإسرائيلي”.
وكشف عن “وجود عمل أمني مخابراتي ناشط في لبنان، هدفه تأمين سلامة الرعايا الأجانب من جهة، ومراقبة عمل المقاومة لصالح إسرائيل من جهة ثانية”.
وإعتبر الشوفي في الختام أن “المشروع الأسلم لحل الأزمة هو في عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى بلدانهم الأصلية، وتفكيك دولة إسرائيل وإعادة الأرض لأصحابها الفلسطينيين، وإلاّ لن يتوقف الصراع حتى من خلال حل الدولتين، وسيكون حلاً مؤقتاً، فالحل الوحيد هو زوال دولة إسرائيل، والمستوطنون أغراب عن هذه الأرض”.