وصلت دراسة أجريت حول رقائق الذرة، أو كما تسمى “كورن فليكس”، الموجود في الأسواق اللبنانية، إلى وجود نسبة من السموم الفطرية في المنتج، ودق الدراسة ناقوس الخطر في البلاد.
ووفق القيمين على هذه الدراسة، فهي تعد الأولى من نوعها في لبنان، التي تقييم سلامة هذا المنتج الغذائي المحبب لدى الأطفال.
وشملت الدراسة التي أعدتها الجامعة اللبنانية الأميركية بالتعاون مع جامعة بيروت العربية كل المنتجات الموجودة في السوق اللبنانية، المستوردة والمصنوعة محليا.
وجرى نشر الدراسة في المجلة العالمية Q1 “Scientific reports”.
وتمحورت الدراسة حول ما يحتويه الكورن فليكس من نسب السموم الفطرية، في حين تطلع معدو الدراسة إلى توسعها في المستقبل لمعرفة مدى تأثير هذه النتائج على صحة اللبنانيين على المدى الطويل.
ماذا في التفاصيل؟
قال الأستاذ والباحث في علوم وسلامة الغذاء في الجامعة اللبنانية الأميركية، الدكتور حسين حسن، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أخذنا عينات من السوق المحلي من منتج الكورن فليكس وأجرينا الفحص عليها وفقا للطريقة المعتمدة بالفحص المخبري لهذا النوع من السموم”.
وأضاف أن “النتائج لم تكن كارثية نظرا لوجود هذه السموم الفطرية بكل دول العالم”.
ولفت إلى أن “السموم الفطرية توجد بكل أنواع البهارات والفاكهة المجففة وغيرها من المنتجات المشابهة”، وليس في منتج الكورن فليكس فقط.
واعتبر حسن هذه النتيجة “بمنزلة جرس إنذار للسلطات اللبنانية لتأخذ دورها وللمستهلك كي ينتبه إلى توضيب المنتج”.
ووفق الباحث “استخدم معدو الدراسة تقنية “إلَيزا (ELISA) المعترف بها من الاتحاد الأوروبي، وتم فحص المنتج 3 مرات للتأكد من صحة النتائج”.
وأضاف “العينات التي تم فحصها، كانت موزعة بين 16 منتجا محليا و19 مستوردا من فرنسا، وأوكرانيا، وتركيا، وبولندا، وبريطانيا”.
وقال: “استنادا إلى النتائج تحتوي 3 عينات من أصل 35 من الكورن فليكس على “aflatoxin B1″ أي ما يعادل 9 في المئة تتخطى المعدل المسموح به من الاتحاد الأوروبي”.
وتحتوي 6 عينات على “ochratoxin A”، أي ما يعادل 17 في المئة أكثر من المعدل المسموح به من الاتحاد الأوروبي.
و21 عينة تحتوي على “deoxynivalenol” أو ما يعادل 60 في المئة من العينات التي تتخطى المعدل المسموح به نفسه.
في السياق، قال المستشار في وزارة الاقتصاد اللبنانية، والخبير بالعلوم الغذائية وسلامة الغذاء، الدكتور إيلي بو يزبك، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”: “كل المنتجات الموجودة في السوق اللبناني تخضع للرقابة فور وصولها البلاد عبر كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية بناء على المرسوم الصادر العام 1969 والقاضي بضرورة فحص كل منتج يدخل لبنان”.
وأشار بو يزبك إلى أن” كل المنتجات المستوردة من خارج البلاد تخضع للرقابة دون استثناء فيما تخضع المنتجات المحلية لرقابة محلية خاصة ونعطى التراخيص من وزارة الصناعة”.
وأضاف: “لا نملك المعطيات الكافية كيف اتخذت هذه العينات لافتا إلى أن نتائج الدراسة لا تعتبر مقلقة لجهة وجود نسبة 9 بالمئة من السموم الفطرية في المنتج علما أنها صدرت عن جامعة علمية مرموقة في لبنان”.
وتوقع بو يزيك أن تكون “العينات التي اعتمدت في الدراسة كانت معرضة لسوء التوضيب”.
وأشارإلى أن “طريقة سحب العينات أثناء الدراسة تعد مسألة مهمة للغاية، مشيرا إلى أن في العبوة نفسها قد نجد محتوى رطبا وآخر جاف”.
وختم “على الرغم من كل الأزمات التي يعيشها لبنان، إلا أن مسألة الرقابة على المنتجات لا تزال قائمة وبجدية وفعالية”.
وقالت رئيسة قسم التغذية وتنظيم الغذاء في جامعة بيروت العربية، الدكتورة ندى الدرة (الجهة المساعدة في الدراسة)، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الدراسة أجريت بدقة في مختبرات الجامعة اللبنانية الأميركية”.
وأضافت “ما يهمنا أكثر معرفة نسبة اللبنانيين الذين يستهلكون المنتج” والتعريف بكيفية توضيب هذا المنتج”.
وتابعت: “من الضروري استكمال هذه الدراسة لنصل إلى نتيجة أفضل مستقبلا خصوصا أن هذا المنتج يدخل في وجبات شريحة كبيرة من الأطفال والمسنين”.
وأضافت “اخترنا كورن فليكس لأنه معروف عالميا أنه يحوي السموم الفطرية ولأن شريحة الأطفال وكبار السن ومن يعاني ضعفا بالمناعة الأكثر عرضة من غيرهم للمخاطر هم الأكثر أهمية في موضوع سلامة الغذاء”.
وشددت على “أهمية حفظ المنتج بشكل جيد في مرطبان زجاجي معزول عن الهواء بعيدا عن الرطوبة أو الحر”.
وقالت: “السموم الفطرية عادة يكون مصدرها الحقول فالحقول اليت تتمتع برطوبة قوية تنتج مع حبات الذرة الرطوبة أحيانا”.
ونصحت باعتماد آلية نقل مخصصة لنقله وحفظه.