السيناريو الخطير الذي يحاك ضد الجيش

بالموازاة مع وضع قطار التشريع على السكة، حيث تمت الدعوة امس الى جلسة لمجلس النواب تعقد الخميس سيكون ابرز بنودها التمديد لقائد الجيش، كانت تُطبخ في الكواليس صفقة بين اركان المنظومة هدفُها الالتفاف على هذا التمديد والتمهيد لتطييره.

فالسيناريو الخطير، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، والذي وصلت معلومات عنه الى رافعي لواء “حماية المؤسسة العسكرية عبر إبقاء العماد جوزيف عون في منصبه”، يقضي، بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء سيتم خلالها اقرار تأجيل تسريح قائد الجيش.. لكن بعد هذا الاجراء، الذي سيظهر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبره، انه احترم الاجماع المسيحي بعدم “التعيين” من جهة، وبالتمديد للعماد عون من جهة ثانية، سـ”يشمّر” التيار الوطني الحر عن زنوده، فيتسلّم هذا التمديد، ويحمله الى مجلس شورى الدولة، حيث يطعن به، وقد ضمن ان المجلس هذا، بـ”مونته” على اعضائه، سيبطل التمديد.


نعم، هذه هي المؤامرة التي تحاك بتواطؤ بين ميقاتي ورئيس التيار النائب جبران باسيل، ومعهما حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري.. جميعهم في الظاهر، يقولون انهم لا يمانعون التمديد، لكن في الباطن، هم يعتبرون ان لا فرق بين بقائه او رحيله وان ربما من الانسب لهم اليوم، أن يكسبوا باسيل “في صفهم” من خلال مسايرته.

اليوم، الفريق المعارض كشف هذه اللعبة ويعد العدة لاحباطها والتصدي لها. اركانه يجرون اليوم الاتصالات الضرورية في ما، بينهم للوقوف في وجه مؤامرة إسقاط المؤسسة العسكرية وإلحاقها بركب المؤسسات الشاغرة والمنهارة في البلاد.

بكركي دخلت على هذا الخط، تتابع المصادر، وقد تواصلت مع ميقاتي – الذي استفاق اليوم على عقد جلسة وزارية للتمديد في توقيت مريب بعد ان ناشده اكثر من طرف “التصرف”، منذ اسابيع، دون جدوى- محذرة ومنبهة من اي التفاف على مجلس النواب.
اما معظم القوى المعارضة، فتصر على تشريع “التمديد” في مجلس النواب. وهي تعمل على اقناع النواب كلّهم بعدم “الارتياح” الى الاجراء الوزراي او الوثوق به، واقناعهم بالمشاركة في الجلسة لاقرار التمديد في ساحة النجمة، حتى اذا صار الطعن بقرار الحكومة، يكون ظهر العماد عون محميا بقانون صادر عن مجلس النواب.


كما يتم التواصل مع الحزب الاشتراكي وبعض الوزراء، لمحاولة تعطيل نصاب اي جلسة يمكن ان يدعو اليها رئيس الحكومة، قبل ان يكون أُقرّ التمديد في مجلس النواب.

كما ان الاضاءة على ما يُحاك، في الاعلام، وقد اصدرت الدائرة الاعلامية في القوات اليوم بيانا في هذا الشأن، تساعد في تطويق “المؤامرة”… يبقى ان الاخطر هو قدرة اهل المنظومة على تجاوز كل خلافاتهم، للتلاقي على الفراغ والتعطيل والتخريب، تختم المصادر.

لارا يزبك- المركزية

Exit mobile version